window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-E83B0XCGHP'); رواية عالم أليفيا (الجزء الثالث) | عمار خليل روايات | موقع القرائه العربي: رواية عالم أليفيا (الجزء الثالث) | عمار خليل

شارك

رواية عالم أليفيا (الجزء الثالث) | عمار خليل

عالم أليفيا

2024, عمار خليل

فانتازيا

مجانا

تزداد الأحداث تشويقًا عندما تقودهم البلورة إلى بحيرة غامضة تعكس مشاهد من عوالم أخرى، حيث يلتقون بأرالون، الحارس القديم، الذي يكشف عن التوازن الدقيق بين العوالم ومخاطر انهيارها. يختبرون شجاعتهم أمام بحيرة تكشف أكبر مخاوفهم، ويتمكنون من العبور إلى عالم العدم، حيث يواجهون مخلوقات تتغذى على خوفهم، لكنهم يهزمونها بتكاتفهم وإرادتهم.

ليلى

البطلة الرئيسية التي تدخل عالم أليفيا عبر بوابة غامضة. تجسد روح البحث عن الذات والشجاعة في مواجهة المجهول.

معاذ

محارب مخلص لعالم أليفيا، يساعد ليلى ويقدم الدعم لها في مهمتها، لكنه يظهر حذرًا تجاه الغرباء.

حكيم الوادي

الشخصية الحكيمة التي تكشف أسرار عالم أليفيا وتوجه المجموعة نحو مهمتهم في العثور على مفاتيح التوازن.
تم نسخ الرابط

عالم أليفيا - عمار خليل

لفصل الحادي عشر: أسرار العوالم السبعة


حين غادروا القلعة، كان الصمت يخيم على المجموعة. السماء فوقهم كانت مرصعة بالنجوم اللامعة، لكن شعورًا غريبًا بالخطر كان يحيط بهم، وكأن الظلام يراقبهم من كل زاوية.


"إلى أين الآن؟" سألت ميار وهي تحمل البلورة الصغيرة التي أعطاهم إياها حارس الزمن.


"قال الحارس إن الخطوة القادمة تعتمد علينا، لكنني أعتقد أن علينا إيجاد باقي المفاتيح،" قال معاذ بحزم.


محمد، الذي كان ينظر بتركيز إلى البلورة، قال: "هذه البلورة ليست مجرد دليل. أعتقد أنها مفتاح بحد ذاتها. ربما تخفي بداخلها شيئًا لم نكتشفه بعد."


بينما كانوا يسيرون عبر المروج المضيئة، بدأت البلورة تتوهج بشكل غريب، تبعث إشعاعًا أزرق باهتًا يتغير مع كل خطوة يخطونها.


"هل تشعرون بذلك؟" سألت ليلى وهي تشير إلى الأرض، حيث كانت الصخور تحت أقدامهم تبدو وكأنها تنبض بالحياة.


"إنها تقودنا إلى مكان ما،" قال محمد.


استمرت البلورة في التوهج حتى وصلوا إلى بحيرة صغيرة محاطة بأشجار زجاجية. الماء في البحيرة كان شفافًا، لكنه يعكس صورة سماء مليئة بالكواكب الصغيرة، وكأنها نافذة إلى عالم آخر.


بينما كانوا يحدقون في البحيرة، ظهر رجل عجوز من بين الأشجار. كان طويل القامة، يرتدي رداءً أزرق مزينًا بنجوم فضية. عينيه كانتا مثل البحر، عميقتين وهادئتين.


"أخيرًا، وصلتُم،" قال الرجل بصوت ملؤه الحكمة.


"من أنت؟" سأل معاذ بحذر.


"أنا أرالون، الحارس القديم للبوابات السبعة. لقد كنت أنتظركم."


جلس أرالون معهم حول النار التي أشعلها بحركة واحدة من يده. بدأ يروي لهم حكاية العوالم السبعة:


"العوالم السبعة هي أبعاد متوازية، كل منها يحكمه قانون مختلف. عالمكم، أليفيا، هو مركز التوازن. إذا سقطت أليفيا، فإن العوالم السبعة ستنهار. المفاتيح الأربعة التي تسعون وراءها ليست مجرد أدوات؛ إنها رموز للسيطرة على العناصر الأساسية: الزمن، الضوء، الظلام، والخلق."


"ماذا عن كالاميس؟" سألت ليلى.


"كالاميس يريد دمج العوالم السبعة في واحد تحت سيطرته. إذا نجح، لن يكون هناك توازن، وسيصبح كل شيء خاضعًا لقوته."


بعد انتهاء أرالون من الحديث، أشار إلى البحيرة. "للدخول إلى العالم التالي، عليكم اجتياز اختبار. هذه البحيرة هي البوابة، لكن المرور ليس سهلاً. فقط من يواجه مخاوفه يمكنه العبور."


خطا محمد نحو الماء أولاً، لكنه توقف عندما رأى صورته في سطح البحيرة تتحول إلى ظله وهو يبتلع كل شيء من حوله.


"إنه يخبرني أن خوفي الأكبر هو الفشل،" قال محمد بصوت متردد.


"إذا كنت تعرف خوفك، فاستخدمه كقوة،" قال أرالون.


أخذ محمد نفسًا عميقًا، وقفز في الماء. تلاه معاذ، ليلى، وميار.


وجدوا أنفسهم في عالم مليء بالضباب الرمادي، حيث لا سماء ولا أرض واضحة، وكأنهم معلقون في فضاء لا نهاية له.


"أين نحن؟" سألت ميار وهي تتمسك بذراع معاذ.


"هذا هو عالم العدم، المكان الذي لا يوجد فيه زمن أو مساحة. إنه اختبار لقوتكم على تحمل الوحدة وعدم اليقين."


ظهرت أمامهم مخلوقات غريبة، كأنها تجمع بين الظل والنور، تهاجمهم بصمت. لكن بدلاً من استخدام الأسلحة، أدركوا أن هذه المخلوقات تتغذى على الخوف والارتباك.


"ابقوا هادئين، لا تخافوا!" صرخ محمد.


ركز الجميع على أفكارهم الإيجابية، وسرعان ما بدأت المخلوقات تختفي واحدة تلو الأخرى.


في نهاية الرحلة عبر عالم العدم، وجدوا بلورة ثانية، لكنها كانت مختلفة. بدت وكأنها مليئة بالظلام الذي يتصارع مع الضوء داخلها.


"هذا المفتاح الثاني،" قال معاذ وهو يرفعها.


لكن فجأة، سمعوا صوتًا عميقًا يضحك من بعيد. "أحسنتم، يا أبطال. لكن هذا ليس سوى البداية."


ظهر أمامهم كيان ضخم، يلفه الظلام من كل جانب. كانت عيناه مشتعلة بلون أحمر.


"أنا أحد أتباع كالاميس، وأقسم أنكم لن تصلوا إلى المفاتيح الأخرى."


بدأت المعركة. استخدم محمد قدرته على التنبؤ بحركات العدو، بينما أبطأ معاذ الزمن لتمكين الآخرين من الهجوم. ليلى وميار تعاونتا لتشتيت الكيان، مما أتاح لمحمد توجيه ضربة حاسمة.


"سنعود!" صرخ الكيان قبل أن يتلاشى.


عندما عادوا إلى البحيرة، كان أرالون بانتظارهم.


"لقد أثبتم قوتكم، لكن هذا ليس سوى جزء صغير من الطريق. العوالم القادمة ستكون أكثر خطورة."


"سنواصل، مهما كان الثمن،" قال معاذ بحزم.


ابتسم أرالون وقال: "هذا هو الروح. استعدوا للعالم التالي، لأنه لا رحمة فيه."


بينما كانوا يستعدون للانتقال إلى العالم التالي، شعر الجميع أن الروابط بينهم أصبحت أقوى، وأن رحلتهم قد بدأت للتو. كانوا يعلمون أن الوقت ليس في صالحهم، لكنهم كانوا مصممين على المضي قدمًا.


كان أمامهم عوالم مليئة بالغموض والمخاطر، لكن الأمل كان لا يزال مشتعلاً في قلوبهم.


الفصل الثاني عشر: عبور الهاوية


جلس الجميع حول نار خافتة، وهم يتبادلون نظرات متوترة. كان الضباب يحيط بالمكان وكأنه ستار يخفي العالم من حولهم. على بعد خطوات قليلة، بدا مدخل "الهاوية العمياء" كفجوة في الأرض، يبتلع كل من يجرؤ على الاقتراب.


محمد، الذي كان يمسك بخريطة قديمة حصل عليها من حكيم الوادي، قال بصوت منخفض:


"الهاوية ليست مجرد ممر، بل اختبار. كل خطوة نخطوها ستواجهنا بما نخافه ونجهله."


أضاف معاذ بنبرة جدية:


"علينا أن نكون مستعدين لأي شيء. هذا المكان لا يرحم الجبناء."


كانت ليلى تستمع بصمت، مشغولة بربط حزام حقيبتها الصغيرة. كان قلبها ينبض بسرعة، لكنها لم تظهر خوفها. بجانبها، كانت ميار تمسك بجوهرة صغيرة تلتمع بلون أزرق باهت، هدية من والدتها قبل رحيلها.


"هل ستساعدنا هذه الجوهرة؟" سألت ميار بصوت خافت.


رد محمد بابتسامة مطمئنة:


"كل ما نحمله قد يكون مفتاحًا في هذه الرحلة."


عند وصولهم إلى مدخل الهاوية، شعروا كأنهم عبروا إلى عالم آخر. الهواء أصبح أثقل، والضباب أصبح أكثر كثافة حتى بدا كأنه يلتصق بجلودهم.


"هل تسمعون هذا؟" قالت ليلى، وهي تلتفت حولها.


لكن الجميع كانوا صامتين. كان الصوت الذي تسمعه أشبه بصرخات مكتومة تأتي من أعماق الأرض.


بدأوا النزول بحذر في المنحدر الضيق الذي يقود إلى قلب الهاوية. الأرض تحت أقدامهم كانت زلقة كأنها مغطاة بطبقة من الزيت، والأشجار المحيطة بهم بدت كأنها تنحني لتهمس بشيء غير مسموع.


بعد مسافة قصيرة، لاحظ الجميع أن حواسهم بدأت تتلاشى واحدة تلو الأخرى.


معاذ، الذي كان يقود المجموعة، توقف فجأة وقال بصوت مشوش:


"لا أستطيع الشعور بالأرض... كأنني أطير."


أما محمد، فقد أمسك برأسه وقال:


"هناك شيء غريب. لا أستطيع سماع أصواتكم بوضوح."


ليلى شعرت كأن العالم من حولها أصبح ضبابيًا. حاولت لمس وجهها، لكنها لم تستطع الشعور بيدها.


بينما كانوا يمضون قدمًا، بدأت الهاوية تلعب بعقولهم.


رأت ليلى والدتها تقف على حافة جرف، تشير لها بالعودة:


"لماذا تركتِ كل شيء؟ هل كان هذا ضروريًا؟"


أما محمد، فقد رأى قريته مدمرة، والنار تلتهم المنازل والأشجار، بينما يسمع صرخات أهلها.


معاذ رأى انعكاسًا له في مرآة عملاقة، ينظر إليه بنظرة ازدراء ويقول:


"هل تظن أن لديك القوة لإنقاذهم؟ أنت فقط تهرب من نفسك."


كانت ميار تمشي بصعوبة، محاولًة أن تتجاهل الأصوات التي كانت تهمس باسمها. عندما التفتت، وجدت نفسها محاطة بظلال ضخمة تقترب منها، تقول بصوت واحد:


"أنتِ أضعف مما تظنين. لا مكان لكِ بينهم."


سقطت على الأرض، وأغمضت عينيها، لكنها شعرت بيد ليلى تمسك بيدها.


"لا تصدقيهم. أنتِ أقوى مما يقولون."


اجتمع الأربعة معًا في حلقة، بينما كانوا يتنفسون بصعوبة.


قال محمد، وهو يحاول التركيز:


"هذا المكان يتغذى على خوفنا. علينا أن نبقى متحدين."


رد معاذ:


"لكن كيف نتقدم ونحن نفتقد حواسنا؟"


أمسكت ليلى بجوهرة ميار وقالت:


"ربما هذه الجوهرة ليست مجرد زينة. لنجرب استخدامها."


عندما وضعت الجوهرة في وسط الحلقة، أضاءت بشدة، وبدأت الحواس تعود إليهم تدريجيًا. لكن، كان هناك شيء آخر. ظهرت أمامهم خريطة ضوئية تشير إلى مسار يجب أن يتبعوه.


قادهم المسار إلى جسر يبدو وكأنه مصنوع من خيوط العنكبوت، يطفو فوق وادٍ عميق مليء بالضباب.


قال معاذ: "إذا كانت هذه الجوهرة قادتنا إلى هنا، فهي ستساعدنا على العبور." خطوا على الجسر بحذر، وكل خطوة كانت تبدو كأنها تأخذ منهم جزءًا من طاقتهم.


قالت ميار:


"لا أستطيع المتابعة... أشعر أنني أفقد قوتي."


لكن ليلى أمسكت بيدها وسحبتها للأمام.


"لن نترك أحدًا. نحن أقوى عندما نكون معًا."


عندما وصلوا إلى نهاية الجسر، اختفى الضباب فجأة، ووجدوا أنفسهم أمام بوابة عملاقة محفورة عليها رموز غريبة.


قال محمد: "هذا هو المكان الذي تحدث عنه الحكيم. مدينة البلورات خلف هذه البوابة." قبل أن يتمكنوا من فتح البوابة، ظهر أمامهم شخص غامض يرتدي عباءة سوداء.


قال بصوت عميق: "لقد أثبتم قوتكم، لكن هذا مجرد بداية. هل أنتم مستعدون لما ينتظركم؟"


نظر الأربعة إلى بعضهم البعض، وهم يدركون أن ما مروا به كان مجرد بداية رحلة طويلة ومليئة بالغموض.


الفصل الثالث عشر: متاهة الزمن


بينما وقف الأربعة أمام البوابة العملاقة، نظروا إلى الرجل الغامض الذي ظهر فجأة. صوته العميق والصدى الذي خلفه جعل الهواء يثقل من حولهم. كان يرتدي عباءة سوداء تخفي ملامحه تمامًا، لكنه بدا وكأنه يعرفهم جيدًا.


قال: "لقد وصلتم إلى مفترق الطرق. كل خيار ستتخذونه سيحدد مستقبلكم ومصير العالمين."


معاذ، الذي لم يستطع كتمان شكوكه، رد بغضب:


"من أنت؟ ولماذا تبدو كأنك تتحكم في كل شيء؟"


ضحك الرجل ضحكة خافتة وأجاب:


"أنا لست سوى ظل الزمن. مهمتي أن أضعكم أمام اختباراتكم. هل أنتم مستعدون لعبور البوابة؟"


وقف الجميع أمام البوابة التي كانت تلمع برموز غامضة، غير مفهومة. كانت الرموز تتحرك كأنها كائنات حية.


قال محمد، وهو ينظر للخريطة الضوئية التي أعطتها الجوهرة:


"هناك نمط معين... يجب علينا فك شفرة هذه الرموز."


بدأوا بمحاولة تفسير الرموز، واكتشفوا أن كل واحد منهم كان يمتلك جزءًا من الإجابة.


معاذ: "أرى ثلاثة خطوط متقاطعة، ربما ترمز لاتحادنا."


ليلى: "هناك رمز يشبه النجمة... ربما يشير إلى موقع معين؟"


ميار: "لكن النجمة تشير نحو الأعلى، كأنها تطلب منا أن نفكر أبعد من الحاضر."


محمد: "والتداخل بين الرموز... يبدو كأنه يطلب منا تزامنًا. نحن نحتاج للتصرف معًا."


وضع الأربعة أيديهم على البوابة في نفس الوقت، وشعروا بطاقة غريبة تجتاح أجسادهم. فتحت البوابة ببطء، لتكشف عن ممر طويل يؤدي إلى مكان يبدو وكأنه خارج الزمن.


عبروا إلى الداخل ليجدوا أنفسهم في مكان لا يشبه أي شيء رأوه من قبل. كانت الأرضية مغطاة ببلورات تعكس صورهم، لكن هذه الصور لم تكن مجرد انعكاسات. كانت تظهرهم في أعمار مختلفة—أطفالًا، شيوخًا، وحتى في لحظات لم يعيشوها بعد.


قالت ميار بخوف:


"هذا... هذا ليس طبيعيًا. هل هذه صور من مستقبلنا؟"


رد محمد: "ربما، أو ربما هذه مجرد خدعة لإرباكنا."


الممر كان مليئًا بالأبواب، وكل باب يحمل رمزًا مختلفًا. كان عليهم اختيار الباب الصحيح للمرور إلى المرحلة التالية.


اختاروا الباب الذي يحمل رمز ساعة رملية. بمجرد دخولهم، وجدوا أنفسهم في غرفة تشبه المكتبة، لكن الكتب كانت تتحرك.


ظهر صوت خافت يقول:


"لإكمال رحلتكم، عليكم مواجهة ذكرياتكم."


فتح كل منهم كتابًا، لتخرج منه مشاهد من ماضيه:


محمد: رأى لحظة فقدانه لأخيه الصغير في حادث، وشعر بالذنب يتجدد.


معاذ: شاهد نفسه يخون صديقًا قديمًا لأجل مكسب مادي.


ليلى: رأت لحظة وداع والدتها وهي تعتقد أنها السبب في مرضها.


ميار: رأت نفسها صغيرة، خائفة ووحيدة، تحاول العثور على والديها في مدينة غريبة.


كان على كل منهم أن يواجه الذكرى ويتصالح معها ليتمكنوا من الخروج.


بعد اجتيازهم باب الذكريات، وجدوا أنفسهم في غرفة دائرية، في وسطها ساعة عملاقة تتحرك عكس عقارب الساعة.


قال الصوت:


"الزمن ليس مجرد حركة للأمام. عليكم أن تجدوا طريقة لإعادة الأمور إلى نصابها."


بدأت الغرفة تمتلئ بأحداث من الماضي والمستقبل. رأوا مشاهد من حياتهم، وأحداثًا من تاريخ البشرية.


قالت ليلى: "إذا كانت الساعة تتحرك عكس الزمن، فربما علينا إعادتها للأمام."


لكن معاذ رد: "وماذا لو كان العكس هو الحل؟ ربما علينا أن ندعها تعود للماضي."


بدأ الأربعة بتحريك عقارب الساعة، محاولين العثور على التوازن. استغرق الأمر وقتًا طويلًا من المحاولات، حتى أدركوا أن الحل كان بسيطًا: ترك الساعة تتحرك بحرية دون تدخل.


انتقلوا بعدها إلى غرفة أخرى مليئة بأضواء تتراقص في الهواء. كانت الأصوات تتحدث بلغة غير مفهومة.


قال محمد:


"هذه الأرواح تطلب منا شيئًا... لكن ماذا؟"


ظهرت أمامهم أرواح صغيرة تشبه الشعلات، وكانت تحاول التواصل معهم. عندما حاولوا لمسها، شعروا بدفء غريب وأصوات تهمس داخل عقولهم:


"لكي تمروا، عليكم أن تثبتوا أنكم كيان واحد."


وقف الأربعة في دائرة، ممسكين بأيدي بعضهم البعض. بدأوا يشعرون بارتباط قوي، كأن أرواحهم أصبحت متصلة.


عندما خرجوا من غرفة الأرواح، وجدوا أنفسهم أمام مشهد مذهل. كان هناك بوابتان: واحدة تضيء بنور ساطع، والأخرى تغرق في الظلام.


قال الصوت:


"كل خيار يحمل نتيجة. النور لا يعني الخير دائمًا، والظلام لا يعني الشر. القرار لكم."


بعد نقاش طويل، قرروا الدخول عبر البوابة المضيئة، لكن بمجرد عبورهم، أدركوا أنهم عادوا إلى نفس المكان.


قال محمد:


"الظلام ليس ما نظنه. يجب أن نواجه مخاوفنا."


عندما عبروا البوابة المظلمة، وجدوا أنفسهم في عالم جديد تمامًا، مليء بالمخلوقات الغريبة والمدن العائمة. أمامهم، وقف نفس الرجل الغامض، لكن هذه المرة، كشف عن وجهه.


قال بصوت حازم:


"مرحبًا بكم في عالمكم الجديد. هنا تبدأ رحلتكم الحقيقية."


كانت أعينهم تلمع بمزيج من الخوف والإثارة. فهموا أن ما ينتظرهم أعظم وأصعب مما تركوه خلفهم.


الفصل الرابع عشر: بوابة المجهول الكبرى


عندما عبرت أقدامهم البوابة المظلمة، شعروا وكأن الزمن توقف. الهواء كان أثقل، السماء كانت سوداء ولكنها مليئة بنجوم تتوهج كأنها عيون تراقبهم. أرض العالم الجديد كانت غريبة: مزيج من الصخور المتوهجة والبحيرات التي تعكس صورًا تتحرك وكأنها تُظهر احتمالات لا نهاية لها.


قال معاذ وهو ينظر حوله:


"هل هذا هو العالم الجديد الذي تحدث عنه الرجل؟"


ردت ميار:


"إنه أكثر غموضًا مما توقعت... وكأنه حي!"


محمد، الذي كان يحمل الخريطة السحرية التي أصبحت الآن أكثر توهجًا، نظر إلى الخطوط المتغيرة وقال:


"الخريطة تحاول أن تقول شيئًا. الطريق أمامنا، لكننا بحاجة لفك شفرتها مجددًا."


بينما كانوا يتحركون عبر التضاريس الغريبة، لاح لهم في الأفق مدينة هائلة تحلق في السماء. كانت المدينة مصنوعة بالكامل من أبراج مظلمة متصلة بجسور شفافة تعكس ضوء النجوم. من بعيد، كان هناك أضواء تتحرك كأنها مخلوقات.


قالت ليلى بدهشة:


"مدينة في السماء؟ كيف يمكننا الوصول إلى هناك؟"


قبل أن يتمكنوا من الإجابة، ظهرت أمامهم مخلوقات غريبة—أشبه بطائر لكنه مصنوع من الضوء. كانت تحلق حولهم وترسم في الهواء رموزًا تشبه تلك الموجودة على الخريطة.


معاذ، الذي كان دائمًا متهورًا، حاول لمس أحد هذه المخلوقات، لكنه صرخ فجأة وسقط على الأرض.


قال الطائر بصوت حاد:


"المسافرون الجدد، احذروا من تجاوز حدودكم. نحن حراس البوابة الأولى."


أمامهم، ظهر جسر طويل يربط بين الأرض التي يقفون عليها والمدينة العائمة. كان الجسر مصنوعًا من ضوء متغير، يتحرك وكأنه ينبض بالحياة.


قال أحد الحراس:


"لعبور هذا الجسر، عليكم تقديم جزء من أرواحكم. التضحية هي مفتاح الدخول."


نظر الأربعة إلى بعضهم البعض بتردد. قال محمد:


"لكننا لا نعرف ما يعنيه تقديم جزء من أرواحنا. هل يعني ذلك فقدان ذكريات؟ فقدان جزء من حياتنا؟"


ميار، التي كانت الأكثر شجاعة في هذه اللحظة، خطت خطوة إلى الأمام وقالت:


"إذا كان هذا هو الطريق الوحيد، فسأفعل ذلك."


عندما وضعت قدمها على الجسر، شعرت بتيار دافئ يمر عبر جسدها. ظهرت أمامها ذكرى مؤلمة: لحظة فقدان والدها. ثم بدأت الذكرى تتلاشى ببطء، وكأنها تُسحب منها.


قال الحارس:


"لقد أثبتت شجاعتك. يمكنك العبور."


واحدًا تلو الآخر، عبروا الجسر، كل منهم يضحي بجزء من روحه. عندما وصلوا إلى المدينة، كانوا يشعرون وكأن شيئًا ما داخلهم تغير.


المدينة كانت صامتة بشكل غريب. الشوارع كانت مليئة بالتماثيل التي تشبه البشر، لكنها لم تكن تتحرك. المباني كانت تنبض بوهج خافت كأنها تتنفس.


قالت ليلى بصوت منخفض:


"هذه المدينة... إنها تشعرني وكأنها ليست فارغة كما تبدو."


فجأة، بدأت التماثيل تتحرك ببطء. أحدها، الذي كان يبدو كملك قديم، تحدث بصوت جهوري:


"مرحبًا بكم في مدينة الظلال. نحن أرواح الماضي التي سجنت هنا."


طلب الملك منهم أن يقدموا تفسيرات عن أنفسهم وعن سبب قدومهم إلى هذا العالم. لكنه لم يكن اختبارًا عاديًا. كل مرة كانوا يتحدثون، كانت التماثيل تطلق أضواءً غريبة وتعيدهم إلى ذكريات قديمة.


محمد: تم استدعاؤه إلى لحظة شكوكه في نوايا ميار. كان عليه مواجهة حقيقة أنه لم يثق تمامًا بها من قبل.


ليلى: عادت إلى لحظة ضعفها حين تركت أحد أصدقائها في مأزق، وكان عليها الاعتراف بخطئها.


معاذ: تم وضعه أمام خيانته القديمة لصديق طفولته.


ميار: شعرت بثقل ذنبها عندما تخلفت عن إنقاذ والدتها يوم وفاتها.


كان عليهم مواجهة هذه الذكريات بصراحة وقوة.


بعد اجتياز اختبار الذكريات، قادهم الملك إلى قلب المدينة: قاعة عملاقة مزينة بمرآة سحرية. قال الملك:


"هذه المرآة تكشف الحقيقة الكبرى عن هدفكم الحقيقي في هذا العالم."


عندما نظر كل منهم إلى المرآة، رأوا صورًا لمستقبلهم، لكنها لم تكن كلها سعيدة.


محمد: رأى نفسه وحيدًا، يقاتل من أجل إنقاذ أصدقائه.


ليلى: رأت نفسها تقود جيشًا من المخلوقات الغريبة.


معاذ: رأى نفسه يتحول إلى شخص مظلم، يعمل مع قوى الشر.


ميار: رأت نفسها تحمل مسؤولية حماية هذا العالم.



قال الملك:


"ما رأيتموه ليس مكتوبًا في الحجر. هذه احتمالات يمكنكم تغييرها. ولكن لتحقيق ذلك، عليكم أن تختاروا الآن: هل ستتحدون مصيركم أم تستسلمون له؟"


بعد نقاش طويل، قرر الأربعة أن يقبلوا التحدي، وأن يقاتلوا من أجل تغيير مصائرهم.


قبل أن يغادروا المدينة، منحهم الملك أدوات سحرية لمساعدتهم في رحلتهم:


محمد: درع لا يمكن اختراقه.


ليلى: سيف ينبض بطاقة النور.


معاذ: قوس وسهام مصنوعة من الظلال.


ميار: خاتم يمنحها القدرة على التواصل مع الأرواح.


قال الملك: "هذه ليست سوى بداية الطريق. ما ينتظركم خارج هذه المدينة أعظم وأكثر خطورة. استعدوا، لأن بوابة المجهول الكبرى ستفتح قريبًا."


كانت قلوبهم مثقلة بالتوقعات والخوف. لم يكن هناك مجال للعودة الآن. كانوا يعرفون أن الطريق أمامهم مليء بالمخاطر، لكنهم كانوا مستعدين لمواجهة كل شيء من أجل إنقاذ هذا العالم والعالم الذي تركوه خلفهم.


الفصل الخامس عشر: الرحلة عبر الزمن


استفاق الجميع من وهم اللحظة الأولى التي مروا بها عبر بوابة الزمن. كان هواء المكان محملاً بشحنة من الطاقة التي جعلتهم يشعرون بالارتباك، كما لو أن الزمن نفسه كان يهزهم من الداخل. كانت الأرض التي وقفوا عليها مغطاة بتراب غريب يبدو أنه لا يتناثر، بل يتبدل إلى أشكال غير ثابتة، كأنها تتحول بشكل مستمر.


"ما الذي يحدث هنا؟" همس معاذ، بينما كان يلتفت حوله، محاولًا فهم ما يجري.


"نحن في قلب الزمن نفسه. في مكان لا يمكن تحديده." ردت ميار، وهي تحاول الثبات رغم الاضطراب الذي كان يعصف بها.


كان الأمر كما لو أنهم انتقلوا إلى مكان غير محدد، حيث لا وجود للجغرافيا كما يعرفونها، ولا الزمن الذي عاشوه. كانوا داخل منطقة مُدمجة بين العوالم، حيث كانت القوانين تتغير باستمرار.


بعد دقائق من الصمت والتأمل، ظهرت أمامهم بوابة ضخمة، يبدو أن الزمن قد انطوى حولها. كانت غير مرئية تقريبًا، إلا من بعض النقوش الغامضة التي كانت تتلألأ على أطرافها. ما أن اقتربوا منها حتى ظهر لهم كائن ضبابي، يتحرك بشكل غير ثابت، وكأن أبعاده لا تنتمي للعالم المادي.


"من أنتم؟" سأل الكائن بصوتٍ عميق، وقد كانت كلماته تحمل بداخلها غموضًا غريبًا.


"نحن... نحن أبطال الزمن. نحن في مهمة لتغيير المستقبل." قال محمد وهو يحاول أن يبدو واثقًا، رغم الارتباك الذي يشعر به.


ابتسم الكائن بطريقة غامضة وقال:


"التغيير ليس سهلاً. عليكم أن تدركوا أن لكل خطوة عواقب قد تفوق تصوركم. فقط إذا كان قلبكم صادقًا بما فيه الكفاية، ستتمكنون من التقدم."


هذه الكلمات تركت الجميع في حالة من الصمت، وجعلتهم يدركون أن ما سيواجهونه ليس مجرد تحدٍ عادي.


3. العبور إلى الماضي


ما إن عبروا من خلال البوابة، حتى شعروا وكأن الزمن نفسه قد انكسر أمامهم. كانت الأضواء تتراقص حولهم، والهواء يحمل رائحة غريبة، وكأنهم يمرون من مرحلة زمنية إلى أخرى دون أن يعرفوا تمامًا أين يقفون.


أخذ كل واحد منهم يتذكر لحظة من ماضيه.


محمد: كان يرى نفسه في معركة شرسة، حيث كان يواجه وحوشًا ضخمة لا تُقهر، في وقت كان فيه عاجزًا عن الدفاع عن نفسه.


ليلى: كانت ترى نفسها في لحظة حاسمة، في الوقت الذي اكتشفت فيه سرًا مظلمًا عن حياتها، وكانت عاجزة عن اتخاذ القرار الصحيح.


معاذ: رأى نفسه في نقطة من التاريخ، حيث تخلّى عن مهمته ليقف مع حلفاء غير موثوقين، ما جعل العواقب تتراكم عليه بشكل غير متوقع.


ميار: رأت نفسها في معركة ضارية، كانت تمسك بسيفها، لكن الأعداء كانوا أقوى مما تتخيل، وكانت القوة الداخلية الوحيدة التي تعتمد عليها هي إيمانها.


لم يكن العبور عبر الزمن مجرد تجربة ذهنية، بل كان جسديًا أيضًا. شعروا بأن أجسادهم قد تغيرت بشكل غريب؛ كانت قدرتهم على الحركة وكأنها أصبحت أسرع، ولكن في نفس الوقت كانوا يشعرون بثقل غير طبيعي.


بدأت الأصوات تتغير أيضًا، وكل صوت كان يحمل نغمات من الماضي والمستقبل، وكأن المكان الذي يتواجدون فيه لا يتبع أي قوانين ثابتة.


في تلك اللحظة، ظهرت أمامهم صورة غريبة، كانت مزيجًا من الظلال والنور. كان هناك شخصيات تُحرك الزمن من خلف الستار، وتكتشف كل خطوة يخطونها.


"أنتم في عالم لا تستطيعون فهمه بالكامل بعد. في هذا المكان، لا يوجد سوى الخيارات المتشابكة. كل خطوة ستكون محكومة بقراركم." قال الصوت الغامض.


ظهر أمامهم في الهواء شكل غير واضح تمامًا، وعندما اقتربوا منه، اكتشفوا أنه كان مرآة عكسية، تُظهر المستقبل غير المتوقع.


محمد: رأى نفسه يقاتل وحشًا في عالم مظلم، كان متعبًا، ولكن أمله في النجاة كان ضعيفًا.


معاذ: رأى نفسه في عالم آخر، حيث كان يسعى للهرب من أشخاص كانوا يلاحقونه لأسباب مجهولة.


ميار: رأت نفسها وسط انهيار العالم، حيث كانت تقف بمفردها في وسط الركام، تحاول إنقاذ الآخرين.


أصبح كل واحد منهم متشابكًا في أفكاره، كان ما يرونه أقوى من أي حقيقة قد عاشوها. كانوا يتساءلون هل هؤلاء هم أنفسهم؟ هل سيكون لهم مكان في المستقبل؟ ومع كل خطوة، كانوا يشعرون أن الزمن يحيطهم في كل زاوية.


قال الملك الغامض: "مستقبلكم لن يكون كما تتوقعون. إن كل لحظة يمكن أن تغير وجه الزمن. اختياراتكم اليوم، ستحدد مصيركم ومستقبل جميع العوالم."


وبينما كان الصوت يتلاشى، بدأوا في التقدم إلى عالم آخر، عالم مليء بالعواصف الرملية، والشوارع المظلمة. كانت البداية الوحشية للتحدي الذي ينتظرهم في المستقبل، مع قوات غريبة بدأت تهاجمهم.


في تلك اللحظة، انقضت عليهم الكائنات الشريرة التي كانت تترصدهم طوال الوقت، وهم لم يكونوا مستعدين تمامًا لملاقاة هذا النوع من الأعداء. بدأ معاذ وميار باستخدام قوتهم الخاصة، بينما محمد كان يحاول الهجوم باستخدام سلاحه.


ولكن كانت هناك قوة مجهولة تسحبهم إلى العدم، وهم يقاومون فقط للنجاة.


بعد هذه الأحداث، كان الجميع يدرك أنهم يقفون عند مفترق طرق حاسم في رحلة طويلة، مليئة بالغموض والمفاجآت. كيف سيتعاملون مع هذه التحديات؟ وما هي التداعيات التي ستؤثر على مصيرهم؟


حقوق الطبع والنشر محفوظه للناشر
اكمل الروايه

تعليقات

Pages

Subscrip