window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-E83B0XCGHP'); رواية عالم أليفيا | عمار خليل روايات | موقع القرائه العربي: رواية عالم أليفيا | عمار خليل

شارك

رواية عالم أليفيا | عمار خليل

عالم أليفيا

2024, عمار خليل

فانتازيا

مجانا

"أليفيا" عالم خيالي مذهل، ينبض بالحياة والجمال، ولكنه يواجه تهديدًا من قوى الظلام التي تسعى لتدميره. يتميز هذا العالم بسماء ملونة، وأشجار شفافة، وحيوانات غريبة، وكل تفصيلة فيه تنبض بالإبداع والسحر. تكتشف ليلى أن وجودها في أليفيا ليس محض صدفة، بل هو جزء من قدر أكبر لإنقاذ هذا العالم. بمساعدة أصدقاء جدد مثل معاذ ومحمد وميار

ليلى

البطلة الرئيسية التي تدخل عالم أليفيا عبر بوابة غامضة. تجسد روح البحث عن الذات والشجاعة في مواجهة المجهول.

معاذ

محارب مخلص لعالم أليفيا، يساعد ليلى ويقدم الدعم لها في مهمتها، لكنه يظهر حذرًا تجاه الغرباء.

حكيم الوادي

الشخصية الحكيمة التي تكشف أسرار عالم أليفيا وتوجه المجموعة نحو مهمتهم في العثور على مفاتيح التوازن.
تم نسخ الرابط

عالم أليفيا - عمار خليل

الفصل الأول: الحارة القديمة والبوابة الغامضة


في قلب مدينة مكتظة بالحياة، حيث تلتقي الحداثة مع عبق الماضي


كانت هناك حارة قديمة تحمل في جنباتها روايات لا يعرفها أحد


هذه الحارة، بحواريها الضيقة وأزقتها الملتوية، كأنها متاهة تختزل الزمن. البيوت متلاصقة كأنها تتكئ على بعضها البعض لتسند ثقل تاريخ طويل


ونوافذها الصغيرة تشهد على أحاديث سرية بين جدران الزمن.


في أحد البيوت المتهالكة، عاشت ليلى مع عائلتها


ليلى فتاة في مقتبل العمر، تحمل في عينيها بريقاً من أحلام لم تجد طريقها للواقع بعد. قضت أغلب أوقاتها جالسة على شرفة منزلها القديم


حيث تطل على سماء المدينة التي تبدو مزيجاً من الأضواء المتلألئة والظلال الثقيلة. بيت ليلى كان مبنياً من الطوب الأحمر المتآكل،


وسقفه من الخشب المغطى بطبقة خفيفة من التراب المتراكم. شرفتها الصغيرة مزينة بنباتات ذابلة، وكأنها انعكاس لأحلامها التي تحاول البقاء حية وسط صخب المدينة


خلف المنزل، يمر زقاق ضيق، تتراكم فيه صناديق خشبية وأوراق متساقطة، وتتناثر القطط بحثاً عن بقايا طعام.


أمام الشرفة، تمتد المدينة الحديثة بأبراجها الزجاجية التي تعكس ضوء القمر، ولكن بين هذه الأبراج


تظل الحارة القديمة عالمًا منفصلاً، كأنها بوابة لماضٍ مجهول


ليلى كانت فتاة هادئة، محبة للقراءة، تجد في الكتب عالمًا موازياً أكثر رحابة من حياتها. كانت مولعة بقصص الخيال


حيث الأبطال يخوضون معارك ضد قوى الشر، وحيث السحر يحكم كل شيء. كانت تمنح نفسها ساعة يومياً لتتخيل أنها جزء من هذه القصص، ولكن الليلة التي غيّرت حياتها جاءت عندما قررت أن تسأل القمر سؤالاً.


في إحدى الليالي الصيفية، بينما كان القمر مكتملاً، شعرت ليلى بشيء غريب


انت السماء صافية، ولكنها بدت كأنها تحمل سرًا دفيناً. وبينما هي جالسة على الشرفة تتأمل السماء، سمعت همسًا عجيبًا.


لم يكن صوت الرياح ولا ضجيج المدينة. كان أشبه بنداء، يناديها باسمها بصوت عميق وغامض. انتفضت ليلى من مكانها


ونظرت نحو السماء. هناك، فوق الأبراج البعيدة، كانت بقعة سوداء تظهر وكأنها تمزق السماء. الشق الأسود بدأ يتوسع تدريجياً


مضيئًا بخيوط من الضوء الأبيض الذي لم ترَ مثله من قبل. وقفت ليلى متجمدة، بين الخوف والإثارة. فجأة، لاحظت أن الضوء يتحرك نحوها. أضاء الغرفة بأكملها، ثم تحول إلى شكل دائري أمامها، كأنه بوابة.


في لحظة تردد، تذكرت ليلى قصص الأبطال الذين يتركون حياتهم العادية بحثاً عن مغامرة.


حدّقت في البوابة بعينيها اللامعتين، واتخذت قراراً مصيرياً. نهضت، وبدون أن تنظر خلفها، خطت أولى خطواتها نحو البوابة. عندما دخلت البوابة،


شعرت وكأنها تطفو في فراغ لا نهاية له. كل شيء حولها كان مظلماً، ولكن كان هناك موسيقى خافتة، أشبه بصوت الرياح وهي تعزف على أوتار غير مرئية


شعرت بنبضات قلبها تتسارع، وكأنها تستعد لدخول عالم جديد.


بعد لحظات من السكون، بدأ الضوء يظهر من بعيد. كان ضوءاً ناعماً، أشبه بشروق شمس في عالم غريب. فجأة، وجدت نفسها في مكان مختلف تماماً.


الفصل الثاني: العالم الجديد


خرجت ليلى من الشق الذي كان بوابتها إلى عالم آخر.


ما إن وضعت قدمها خارج الدوامة حتى أحاط بها نسيم منعش كأنما يحاول احتضانها بترحاب. رفعت عينيها ببطء، فوجدت نفسها أمام مشهد يثير في النفس خليطًا من الدهشة والرهبة.


السماء فوقها كانت تحفة فنية، تمتد بألوان لم ترها من قبل. مزيج من الأزرق الهادئ والذهبي المشع يتداخل مع خطوط بنفسجية باهتة


وكأن الأفق يحتضن شفقًا أبديًا. بدلًا من الشمس، كانت هناك بلورات ضخمة تطفو في الهواء، تلمع بألوان متغيرة، تبعث نورًا دافئًا يغمر كل شيء من حولها


الأرض التي وقفت عليها كانت أشبه بسجادة زهرية. الأزهار المنتشرة في كل مكان كانت ضخمة بألوان فسفورية متوهجة


بعضها ينبض كما لو كانت قلبًا حيًا. الأشجار الشفافة ترتفع نحو السماء، وأوراقها تعكس الضوء مثل ألواح من الزجاج الملون. كانت هناك أنهار تتدفق بماء يشبه السائل الفضي، تتراقص فوقها شرارات صغيرة وكأنها نجوم سقطت من السماء


الحيوانات في هذا العالم لم تكن عادية. في السماء، حلّقت مخلوقات ذات أجنحة قزحية، بعضها يشبه التنانين الصغيرة، بينما على الأرض، كانت هناك مخلوقات غريبة. أرنب بفرو يشبه شعاع القمر، وذئب ذو أعين ذهبية تنبعث منها لمعة غامضة.


بينما كانت ليلى تحاول استيعاب هذا الجمال، سمعت صوتًا حادًا خلفها. التفتت بسرعة لتجد شابًا يقف على بعد خطوات منها. كان طويل القامة، قوي البنية، ويرتدي درعًا فضيًا يلمع كالمرآة في ضوء البلورات. في يده حربة طويلة، وفي عينيه نظرة حادة مليئة بالريبة.


"من أنتِ؟ وكيف وصلتِ إلى هنا؟" قال بصوت قوي لكن غير عدائي.


ترددت ليلى للحظات، ولكنها استجمعت شجاعتها وأجابت: "أنا ليلى. لا أعرف كيف وصلت إلى هنا، كل ما أعرفه أنني دخلت شقًا غريبًا في السماء، ووجدت نفسي هنا."


الشاب لم يُبدِ أي تعبير للحظة، ثم تقدم خطوة نحوها. "أنا معاذ. هذا المكان ليس مفتوحًا لأي غريب. كيف عبرت البوابة؟"


قبل أن ترد، خرج شاب آخر من بين الأشجار. كان يرتدي ملابس بسيطة، لكن نظراته الذكية كشفت عن شخصية حذرة. "تمهل يا معاذ، ربما ليست عدواً."


التفتت ليلى نحو القادم الجديد. كان شعره الأسود الكثيف يتماشى مع بشرته السمراء، وابتسامة هادئة تزين وجهه. قال لها: "أنا محمد، وهذا معاذ. هذه ليست أرضًا عادية، وأي غريب يصل إليها يجب أن يكون قد اختير لسبب."


"اختير؟" سألت ليلى بتعجب، لكن قبل أن تكمل حديثها، قاطعها معاذ قائلاً: "نحن في منطقة حدودية تُعرف باسم مرج النجوم. إنها البوابة الأولى لعالمنا. لكن دخولك عبر البوابة أمر غير مسبوق. يجب أن نعرف المزيد عنك."


"البوابة؟ مرج النجوم؟" شعرت ليلى أن الأسئلة تتزاحم في رأسها، لكن محمد قال بابتسامة: "كل شيء في وقته. دعيني أريكِ شيئًا."


قادها الاثنان عبر المرج نحو تلة صغيرة. عندما وصلت ليلى إلى القمة، أشار محمد بيده نحو الأفق. كان المنظر مذهلاً. مدن تطفو في السماء، تضيئها بلورات مضيئة، وقلوب القلاع تعكس وهجًا أزرق ساحرًا. في البعيد، بدت هناك جبال شاهقة، تنبعث منها شلالات من نور.


"هذا هو عالم أليفيا،" قال محمد بفخر. "هنا يسكن شعب النجوم، والكثير من الكائنات السحرية. لكن في نفس الوقت، هناك ظلام قادم يهدد هذا الجمال."


"ظلام؟" سألت ليلى وهي تشعر برعشة خفيفة.


أجاب معاذ بصوت جاد: "قوة شريرة تتجمع في أطراف هذا العالم. إنها تتغذى على الخوف والطمع، وتريد أن تدمر التوازن الذي يحكم أليفيا."


نظر محمد إلى ليلى مباشرة وقال: "وصولك إلى هنا ليس صدفة. كل من يدخل هذا العالم يحمل دورًا. يبدو أنكِ قد تكونين جزءًا من الحل."


قبل أن تستطيع ليلى الرد، ظهرت فتاة صغيرة بوجه بريء وابتسامة مشرقة. كانت تحمل سلة مليئة بثمار متوهجة. "هل يمكنني المساعدة؟" سألت الفتاة التي عرفتها ليلى لاحقًا باسم ميار.


نظر معاذ إلى ميار وقال: "خذينا إلى حكيم الوادي. ربما يستطيع شرح سبب وجودها هنا."


وهكذا، بدأت ليلى رحلتها الأولى في هذا العالم المذهل، عالم أليفيا، حيث الأسرار تنتظر الكشف، والمغامرات لم تبدأ بعد.


الفصل الثالث: دعوة الحكيم


انطلقت ليلى برفقة معاذ ومحمد وميار نحو ما أطلقوا عليه "حكيم الوادي". كان الوادي يقع في قلب أليفيا، وهو مكان يشتهر بالحكمة والجمال الغامض. أثناء سيرهم، حاولت ليلى استيعاب ما يدور حولها، وما ينتظرها في هذا العالم المجهول.


الطريق كان مليئًا بالمشاهد المذهلة التي لا يمكن لعقل بشري أن يتصورها. كان الهواء يحمل رائحة زهور برية عطرة، تصدر أنغامًا خافتة مع كل نسمة ريح. الأشجار هنا كانت تتحدث بصوت هامس كأنها تشارك بعضها أسرارًا قديمة.


"هذه الأشجار ليست عادية،" قال محمد، وهو ينظر إلى ليلى التي كانت تحدق في الأوراق المتوهجة. "إنها تحمل ذكريات أليفيا. عندما تسيرين هنا، أنتِ تمرين عبر تاريخ هذا العالم."


ليلى شعرت برهبة من هذه الكلمات. "وكأن كل شيء هنا حيّ... حتى الهواء."


"إنه كذلك،" أجابت ميار بابتسامة. "هذا ما يجعل أليفيا فريدة. ولكن لا تدعي جمالها يخدعك. هذا العالم يخفي أيضًا خطرًا كبيرًا."


عندما وصلوا إلى الوادي، كان المشهد مختلفًا تمامًا عن أي شيء رأته ليلى من قبل. الأرض كانت مغطاة بأعشاب مضيئة بلون أرجواني، تتمايل كأنها ترقص مع أنغام غير مسموعة. في وسط الوادي، كانت هناك شجرة عملاقة، أضخم من كل الأشجار الأخرى. جذعها كان متشعبًا، وأوراقها تشبه البلورات التي تعكس الأضواء بألوان قوس قزح.


تحت الشجرة، جلس رجل مسنّ بلحية بيضاء طويلة، وعيناه مغلقتان كأنه في تأمل عميق. كان يرتدي عباءة خضراء مزينة برموز ذهبية متوهجة. عندما اقتربوا، فتح عينيه ببطء، وكأن العالم بأسره توقف ليرحب بوعيه.


"أهلاً،" قال بصوت عميق يحمل في طياته آلاف الحكايات. "لقد كنت أنتظر وصولكم."


ليلى شعرت بقشعريرة تسري في جسدها. "أنت تعرف عني؟"


هز الحكيم رأسه. "بالطبع، يا ابنتي. دخولك إلى أليفيا لم يكن محض صدفة. البوابة التي عبرتِ منها لا تفتح إلا للقلوب النقية التي تبحث عن الحقيقة. لكن وصولك يشير إلى أن الظلام الذي يهددنا أصبح أقرب مما كنا نظن."


مد الحكيم يده نحو السماء، وفجأة ظهرت صورة سحرية في الهواء، تشبه مرآة تعكس صورًا متغيرة. أظهرت الصورة مملكة أليفيا بكامل جمالها، ولكن سرعان ما بدأت الظلال تغزوها. مخلوقات مظلمة ذات عيون حمراء ظهرت، تخرب المدن وتعيث فسادًا في الطبيعة.


"هذه هي قوة الظلام،" قال الحكيم. "إنها تبحث عن قلب أليفيا، مصدر قوتها وتوازنها. إذا تمكنوا من الوصول إليه، فسينتهي كل شيء."


نظر إلى ليلى وأضاف: "أنتِ والمجموعة هنا تمثلون الأمل الأخير. يجب أن تتحدوا لمواجهة هذا الخطر. لكن الأمر لن يكون سهلاً. هناك ثلاثة مفاتيح يجب العثور عليها لفتح الطريق إلى قلب أليفيا. كل مفتاح مخبأ في مكان مليء بالتحديات."


نظر معاذ إلى الحكيم بجدية. "أين نجد أول مفتاح؟"


أشار الحكيم إلى جبل شاهق يلوح في الأفق، تعلو قمته الغيوم السوداء. "جبل الرياح العاصفة. هناك، بين القمم الشاهقة، ستجدون المفتاح الأول. لكنه محروس بمخلوق يعرف باسم حارس العواصف. لن يسمح لكم بالعبور إلا إذا أثبتم شجاعتكم."


سأل محمد، الذي كان يدقق في الخريطة القديمة، "وما الذي يجب أن نفعله لنثبت شجاعتنا؟"


ابتسم الحكيم وقال: "حارس العواصف لا يهتم بالقوة الجسدية وحدها. إنه يختبر قلوبكم وعقولكم. تذكروا أن التعاون والإيمان ببعضكم البعض سيكونان سلاحكم الأقوى."


بعد أن أنهى الحكيم حديثه، منحهم هدية: مجموعة من الأحجار الصغيرة المتوهجة. "هذه الأحجار ستساعدكم في اللحظات الصعبة. استخدموها بحكمة."


بينما كانوا يغادرون الوادي، شعرت ليلى بمزيج من الخوف والإثارة. نظرت إلى معاذ وسألته: "هل تعتقد أننا سننجح؟"


ابتسم معاذ بثقة وقال: "لا أعرف. لكنني أعلم شيئًا واحدًا: لن نعرف حتى نحاول."


محمد، الذي كان يسير بجانبهم، قال: "ما أعرفه أن هذه الرحلة لن تكون سهلة. لكنني واثق أن كل واحد منا يحمل مفتاحًا للنجاح."


مع حلول الليل، قررت المجموعة التخييم عند سفح الجبل. جلسوا حول النار، يتحدثون عن حياتهم قبل أن يصلوا إلى أليفيا. كانت تلك اللحظات مليئة بالضحك والذكريات، لكنها عززت أيضًا شعورًا بالاتحاد بينهم.


بينما كانت ليلى تنظر إلى السماء المليئة بالنجوم المتوهجة، أدركت أن هذه الرحلة لن تكون مجرد مغامرة لإنقاذ عالم أليفيا. بل كانت أيضًا رحلة لاكتشاف ذاتها، وللوقوف في وجه مخاوفها.


الفصل الرابع: جبل الرياح العاصفة


مع أول خيوط الفجر، كانت المجموعة مستعدة للانطلاق نحو جبل الرياح العاصفة. الهواء كان بارداً ومنعشاً، لكنه حمل معه رهبة الطريق الذي ينتظرهم. نظرت ليلى إلى القمم المغطاة بالغيوم الداكنة، وشعرت بثقل المهمة التي أمامهم.


بدأوا رحلتهم بتسلق المنحدرات الصخرية التي كانت تزداد انحداراً مع كل خطوة. الصخور كانت باردة وزلقة، والرياح العاتية كانت تضربهم وكأنها تريد إسقاطهم.


"هذا ليس مجرد جبل،" قال محمد وهو يحاول التمسك بالصخور. "إنه كما لو أن الجبل نفسه يحاول إبعادنا."


"هذا طبيعي،" أجابت ميار وهي تمسك بأحد الأحجار التي منحها لهم الحكيم. "الرياح هنا ليست عادية. إنها مزيج من السحر والطبيعة. يجب أن نثبت أننا نستحق الوصول إلى القمة."


بينما كانوا يتقدمون، بدأت الأرض تهتز تحت أقدامهم، وكأنها تعبر عن غضب الجبل. فجأة، ظهر أمامهم مخلوق غريب الشكل، ضخم وله جسد من الصخر، وعينان تتوهجان باللون الأحمر.


"أنا حارس المدخل!" صرخ المخلوق بصوت هزّ المكان. "لا يمكنكم المرور دون أن تثبتوا شجاعتكم."


نظر معاذ إلى المخلوق وقال بحزم: "نحن مستعدون. ما الذي يجب أن نفعله؟"


أجاب المخلوق: "تجاوزوا اختبار الصمود. الرياح ستزداد قوة، وعليكم الوقوف بثبات دون أن تسقطوا."


بدأت الرياح تشتد بشكل لا يُصدق. وقفت المجموعة على حافة منحدر ضيق، بينما ضربتهم الرياح بعنف. كان عليهم أن يمسكوا بأي شيء يمكنهم التمسك به.


"لا تستسلموا!" صرخت ليلى وهي تحاول التمسك بصخرة قريبة.


محمد، الذي كان على وشك السقوط، استخدم أحد الأحجار المتوهجة. بمجرد أن لامست الرياح الحجر، خفتت قوتها قليلاً، مما أعطاه الفرصة لتثبيت نفسه.


بعد دقائق طويلة بدت كأنها ساعات، هدأت الرياح فجأة، وظهر المخلوق مرة أخرى. "لقد أثبتم شجاعتكم. يمكنكم المرور."


واصلوا صعودهم حتى وصلوا إلى كهف كبير عند منتصف الجبل. كان مدخل الكهف محاطاً بالرموز المتوهجة التي ذكّرتهم بالكلمات التي قالها الحكيم.


"هذا الكهف هو المحطة الأولى،" قال معاذ وهو يشعل شعلة.


دخلوا الكهف بحذر، وكانت الجدران مغطاة برسومات قديمة تحكي قصصاً عن أبطال سابقين واجهوا نفس التحديات. في وسط الكهف، وجدوا منصة حجرية عليها صندوق صغير مغلق.


"هذا بالتأكيد المفتاح الأول،" قالت ميار وهي تقترب من الصندوق. لكن بمجرد أن حاولت فتحه، أضاءت الرموز المحيطة بالصندوق، وظهرت كتابة غريبة على الحائط.


"إنها لغز،" قال محمد وهو يحاول تفسير الكلمات.


النص كان يقول:


"للوصول إلى المفتاح، يجب أن تثبتوا أنكم تعرفون معنى الاتحاد. ثلاثة رموز يجب وضعها في أماكنها الصحيحة، وكل رمز يمثل واحداً منكم."


أمامهم كانت هناك ثلاثة رموز: شمس، قمر، ونجمة.


جلسوا معاً يناقشون ماذا يمكن أن تعني الرموز. قالت ليلى: "الشمس تمثل القوة، ربما تكون لمعاذ. القمر يرمز للحكمة، وقد يكون لمحمد. أما النجمة، فهي الأمل، وأعتقد أنها لي."


وافق الجميع على فكرتها، وقاموا بوضع الرموز في أماكنها. بمجرد أن تم ذلك، انفتح الصندوق ببطء، وظهر داخله مفتاح ذهبي يتوهج بضوء دافئ.


"هذا هو المفتاح الأول!" قالت ميار بسعادة.


لكن قبل أن يتمكنوا من الاحتفال، اهتز الكهف بعنف. ظهر مخلوق جديد، أشبه بتنين صغير بأجنحة قزحية. "أنتم تملكون المفتاح الأول، لكن لن أسمح لكم بالمغادرة بسهولة!"


وقف معاذ أمام المخلوق وقال بحزم: "إذا أردت القتال، فنحن مستعدون!"


التنين، الذي بدا أنه يختبر شجاعتهم، بدأ بإطلاق شرارات من فمه. لكن ليلى لاحظت شيئاً غريباً. "انتظروا! إنه لا يهاجمنا، بل يحاول تخويفنا."


خطت ليلى خطوة نحو التنين، وأمسكت بالحجر المتوهج. "لسنا هنا لنؤذي أحداً. نحن هنا لإنقاذ هذا العالم."


نظر التنين إليها للحظة، ثم طوى جناحيه وقال: "لقد أثبتم شجاعتكم مرة أخرى. يمكنكم المرور."


خرجت المجموعة من الكهف وهي تحمل المفتاح الأول، لكنهم كانوا يدركون أن الطريق ما زال طويلاً. نظرت ليلى إلى المفتاح وقالت: "إذا كان هذا هو البداية فقط، فكيف ستكون التحديات القادمة؟"


أجاب محمد بابتسامة صغيرة: "بالتعاون، سنتمكن من مواجهة أي شيء."


واستمروا في رحلتهم، مستعدين لمواجهة التحديات القادمة في سبيل حماية عالم أليفيا.


الفصل الخامس: وادي الظلال العميقة


بعد أن اجتازوا جبل الرياح العاصفة وخرجوا من الكهف وهم يحملون المفتاح الأول، بدأوا بالنزول نحو وادي الظلال العميقة، حيث أخبرهم التنين أن التحدي التالي ينتظرهم. كان الهواء هنا أثقل، والضوء خافتًا وكأن المكان يمتص النور.


امتد الوادي أمامهم كأنه بحر من الظلال المتحركة. الصخور السوداء المنتشرة في كل مكان بدت وكأنها تنبض بالحياة. الأشجار هنا طويلة، أوراقها داكنة وتتدلى منها خيوط مضيئة تشبه العناكب المتوهجة. على طول الطريق، كانت هناك برك صغيرة من الماء تعكس صورًا مشوهة، وكأنها تحكي قصصًا قديمة مخيفة.


ليلى شعرت برعشة خفيفة. "هذا المكان يجعلني أشعر وكأننا مراقَبون."


قال معاذ وهو يضع يده على سيفه: "لا تثقي بأي شيء هنا. الظلال ليست مجرد ظلال."


بينما كانوا يسيرون بحذر، ظهرت أمامهم بوابة ضخمة محفورة في الصخور، لكنها كانت مغلقة. فوق البوابة، كُتب نص غامض بلغة غير مألوفة.


"إنها لغة النجوم،" قال محمد بينما يحاول فك الرموز. "يبدو أنها تحذرنا من اختبار جديد. تقول: لتفتح البوابة، يجب أن تواجهوا أعماق خوفكم."


فجأة، ظهرت أشعة من الضوء وسحبت كل واحد منهم إلى مكان مختلف.


وجدت ليلى نفسها في غرفة مليئة بالمرايا، كل مرآة تعكس جزءًا من ماضيها. كانت هناك مرآة تظهرها وهي وحيدة في غرفتها، تشعر بالضعف والخوف. أخرى تُظهرها وهي تفشل في إثبات نفسها أمام من حولها.


"لماذا أنا هنا؟" صرخت ليلى.


ظهر صوت غامض وقال: "لتجتازي، عليك مواجهة كل ما تخشينه عن نفسك."


أغلقت ليلى عينيها للحظة، ثم قالت بصوت ثابت: "أنا أعترف بخوفي، لكنه لن يسيطر عليّ." بمجرد أن قالت ذلك، تحطمت المرايا ووجدت نفسها أمام بوابة مفتوحة تؤدي إلى الخارج.


معاذ وجد نفسه في ميدان قتال واسع، لكنه كان وحيدًا. فجأة، أحاطت به ظلال تشبه أعداءه السابقين. كانوا يقتربون منه ببطء، وهو يشعر بثقل خوذته وسيفه.


"أنت قوي، لكنك تخاف الوحدة، أليس كذلك؟" قال الصوت الغامض.


معاذ نظر حوله وقال: "نعم، أخاف الوحدة، لكن قوتي تكمن في إيماني بأصدقائي." أمسك سيفه بقوة وانطلق نحو الظلال التي تبخرت مع أول ضربة.


محمد وجد نفسه في مكتبة ضخمة. كل كتاب هنا كان يحمل سؤالاً، وإذا فتحه، تتطاير الحروف في الهواء لتشكّل ألغازًا.


"أنت تعتمد على حكمتك دائماً، لكن هل تثق بها في الأوقات الصعبة؟" قال الصوت.


كان الكتاب أمامه يحمل لغزًا معقدًا عن الوقت والمسافات. جلس محمد، وأخذ نفسًا عميقًا، وحل اللغز بتركيز شديد. بمجرد أن أنهى الإجابة، فتحت له بوابة في المكتبة.


اجتمعوا جميعًا أمام البوابة الرئيسية التي فتحت أخيرًا بعد أن اجتاز كل واحد منهم اختباره.


"هل أنتم بخير؟" سألت ليلى وهي تنظر إلى وجوههم.


"بخير، لكن هذا الوادي أخطر مما تخيلت،" قال معاذ.


"علينا أن نستعد للتحدي القادم. يبدو أن كل خطوة تصبح أصعب،" قال محمد وهو ينظر إلى المفتاح الذي يحملونه.


عند دخولهم البوابة، وجدوا أنفسهم في قاعة مظلمة. في المنتصف، كان هناك تمثال ضخم يضيء بلون أزرق باهت. بمجرد أن اقتربوا، تحرك التمثال وكشف عن وجه حي.


"أنتم الذين تحملون المفتاح الأول، هل أنتم مستعدون لاستلام المفتاح الثاني؟" قال بصوت عميق.


"نعم، لكننا نحتاج إلى معرفة المزيد عن هذا العالم،" قالت ليلى بثقة.


ابتسم الحارس وقال: "أثبتتم شجاعتكم وحكمتكم، لكن القادم يتطلب أكثر من ذلك. المفتاح الثاني يكمن في جبل العواصف، حيث سيتحد الظلام والنور."


حصلوا على خريطة غامضة من الحارس، تشير إلى طريقهم التالي. غادروا وادي الظلال، لكن شعورهم كان مزيجًا من الحماس والخوف.


"إذا كنا قد نجحنا في هذا التحدي، يمكننا تجاوز أي شيء،" قالت ليلى بثقة.


"لكن يجب أن نبقى حذرين. الطريق إلى جبل العواصف لن يكون سهلاً،" أضاف معاذ.


ومع ذلك، استمروا في السير، وكل منهم يحمل بداخله شعلة أمل وشجاعة لم يكن يعلم بوجودها.


------ يتبع ------


حقوق الطبع والنشر محفوظه للناشر
اكمل الروايه

تعليقات

  1. مش عارفه اعبر
    بجد رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه❤❤❤❤

    ردحذف
  2. شكرا بجد ليكم
    ان شاء الله بعد لما عرفت الموقع ده هافضل انشر الروايات اللي كتبتها زمان
    ابقوا قولولي رأيكم

    ردحذف
  3. صفاء عبد الحى5 ديسمبر 2024 في 6:10 ص

    جميلة جدا تسلم ايدك

    ردحذف
  4. هايل
    منتظرين الباقى

    ردحذف
  5. 생일 축하합니다

    ردحذف
  6. حلوه اوي ف انتظار المزيد

    ردحذف
  7. تسلم ايدك حلوه اوى

    ردحذف
  8. عاش جامده اوي

    ردحذف

إرسال تعليق

Pages

Subscrip