window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-E83B0XCGHP'); رواية أثر الماضي - الفصل الثاني روايات | موقع القرائه العربي: رواية أثر الماضي - الفصل الثاني

شارك

رواية أثر الماضي - الفصل الثاني

أثر الماضي

2024, شهد فريد

فانتازيا

مجانا

المدينة تحت الحصار، والانفجارات ليست إلا البداية. يجد أبطالنا أنفسهم في شبكة معقدة من الغموض، حيث يتشابك الماضي مع الحاضر، والحقيقة مع الوهم. دينا، المحاصرة بين خيارين مصيريين، تواجه صراعًا داخليًا بين ثقتها في آدم الذي يحمل أسرارًا خطيرة، وسامي الذي يبدو كملاذ آمن، لكنه يخفي الكثير. بينما تتسارع الأحداث، يقترب الخطر،

دينا

البطلة الرئيسية في الرواية، وهي امرأة قوية وحساسة، كانت عايشة في مدينة تحكمها قوانين غريبة عن الماضي.

آدم

شخصية غامضة وحاسمة، يظهر في حياة دينا في لحظات غير متوقعة. هو شخص يحمل أسرار كبيرة عن المدينة والماضي،

سامي

الحبيب القديم لدينا، وكان يمثل ماضيها. بعد سنوات من الفراق، عاد إلى المدينة ليواجه نفسه والماضي الذي هرب منه
تم نسخ الرابط

أثر الماضي - شهد فريد

الجزء السادس


كان انفجار المبنى مجرد بداية. لم يكن دوي الصوت هو ما أفزع دينا، بل كان ما تبعه. الأضواء التي أضاءت السماء فجأة، والناس الذين بدأوا في الهروب، والشعور المفاجئ بالخطر الذي يسكن كل زاوية من المدينة. لم تستطع دينا أن تركز على شيء سوى ما قاله آدم قبل أن يختفي فجأة في الزحام، وسامي الذي كان يراقبها بعينيه المليئتين بالحيرة والقلق.


"أنتِ في خطر، دينا." قالها سامي بنبرة حادة وهو يمسك بمعصمها بقوة، محاولًا أن يسحبها بعيدًا عن الزحام. "المدينة على وشك الانهيار، ولا بد من أن تتصرفي بسرعة. عليكِ أن تكوني مستعدة لما سيحدث."


كانت دينا تشعر بشيء من الارتباك. "ماذا تقصد؟ ماذا يحدث هنا؟ لماذا كل هذا الغموض؟"


وقف سامي لحظة، يتنفس بصعوبة، ثم نظر حوله كما لو كان يخشى أن يكون أحد يراقبهم. "كل شيء هنا مسيطر عليه. لا أحد يملك الوعي الكامل. نحن نعيش في وهم، وكل خطوة نخطوها تقرر مصيرنا بناءً على ماضينا. لكن لا أحد يعرف أين ينتهي هذا."


"أين هو آدم؟" سألته دينا، بينما كانت قد بدأت تشعر أن الأمور تخرج عن سيطرتها. "هو كان يختبئ وراء الباب، ثم اختفى فجأة. أين ذهب؟"


"آدم لا يمكن الوثوق به الآن." قالها سامي بنبرة غريبة، وكأن الكلمة نفسها كانت تؤلمه. "هو جزء من تلك الشبكة التي تتحكم في كل شيء هنا. قد يبدو لكِ حليفًا، لكنه في الحقيقة مجرد بيادق في لعبة أكبر."


دينا لم تصدق ما تسمعه. "أنت تقول أن آدم كان جزءًا من مؤامرة؟"


"نعم، لكنه لم يكن يعرف كل شيء. لقد تورط في هذه اللعبة أكثر مما يعتقد. ومع ذلك، أظن أنه بدأ يشك في نفسه، وربما يكون قد بدأ يفكر في الخروج منها. لكن ذلك قد يكون متأخرًا."


كانت الأفكار تتشابك في ذهن دينا، لكن قبل أن تتمكن من التحدث، رن هاتفها فجأة. كان آدم.


"دينا، يجب أن تسرعي. المدينة على حافة الفوضى، والمكان الذي كنت فيه سابقًا ليس آمنًا بعد الآن. هناك من يراقبك. اركضي بعيدًا."


"ماذا؟" كانت دينا تشعر بالعصبية تتسرب إليها. "لماذا؟ وما الذي يحدث؟"


"لا وقت للأسئلة الآن. إذا أردتِ النجاة، عليكِ أن تذهبي إلى المكان الذي أخبرتك عنه سابقًا." قال آدم ثم أغلق الهاتف فجأة.


نظرت دينا إلى سامي، وكان وجهه يعبّر عن قلق بالغ. "أعتقد أن كل شيء على وشك الانهيار، دينا. يجب أن تذهبي. المكان الذي ذكره آدم هو الوحيد الذي يمكن أن يضمن لكِ أمانك."


لكن دينا كانت مشوشة. هل يمكنها الوثوق بـ آدم؟ هل هو بالفعل في صفها، أم أنه جزء من المؤامرة التي يكتشفها كل يوم؟ هل كانت سامي الشخص الذي يمكنها الاعتماد عليه، أم أنه يخفي شيئًا عنها؟ هذه الأسئلة كانت تدور في رأسها بسرعة، وكان الزمن ينفد منها.



---


في تلك اللحظة، بدأ الموقف يأخذ منحنى آخر. في الجهة المقابلة، ظهر آدم فجأة من بين الزحام، وكان يبدو أكثر اضطرابًا مما رأته عليه من قبل. لكن شيء ما في ملامحه كان يشير إلى أنه قد اكتشف شيئًا مهمًا.


"دينا، هناك شيء يجب أن تعرفيه." قالها آدم وهو يقترب بسرعة منها. "سامي ليس كما تظنين. هو جزء من... ما لا أستطيع التحدث عنه الآن."


"أنت تخيفني، آدم." قالت دينا، وعيناها تتنقلان بينه وبين سامي الذي كان يقف وراءها. "ماذا يعني هذا؟ لماذا كل شيء مليء بالأسرار؟"


آدم اقترب أكثر، ثم همس في أذنها: "إذا كنتِ تريدين النجاة، عليكِ أن تختاري بيننا. لا يمكنكِ أن تحبي الاثنين معًا. أحدنا يكذب عليكِ. فقط الوقت سيكشف لكِ الحقيقة."



---


كان الهواء مشحونًا بالتوتر، وكانت دينا في صراع داخلي عميق. كان آدم و سامي يتحديانها في كل خطوة. لكن ما الذي سيتكشف في النهاية؟ من الذي سيظل إلى جانبها في هذا المأزق؟ كانت على وشك اتخاذ قرار، لكن أي قرار؟


وفي تلك اللحظة، رن هاتفها مرة أخرى. كانت رسالة من مجهول.


"لقد حان وقت الاختيار. الوقت يمر، ولا شيء سيظل كما كان."


الجزء السابع


الأحداث تتسارع بشكل لم يعد من الممكن التراجع عنه. دينا كانت تعلم أنها أمام مفترق طرق حقيقي. لا أحد يمكن أن يوقف ما سيحدث بعد الآن.


لكن هل سيتغير مصيرها مع الاختيار الذي ستقوم به؟


كان صوت الرسالة التي وصلت على هاتف دينا كالصاعقة. لم يكن هناك وقت للتردد. كان كل شيء قد وصل إلى نقطة اللاعودة. الرسالة التي تلقتها كانت بمثابة التحدي الأخير لها، تحثها على اتخاذ قرار سريع ومصيري.


"لقد حان وقت الاختيار. الوقت يمر، ولا شيء سيظل كما كان."


بدا الأمر وكأن كل شيء كان يتم التحضير له منذ البداية. دينا نظرت إلى آدم، ثم إلى سامي، وكأن كل منهما كان يحمل مفتاحًا للغز، لكن أي منهما يمكنها الوثوق به؟ كانت تدرك أن هناك شيء أكبر من مجرد مشاعرها تجاههم. كان هناك سر خطير يحيط بكل شيء، وكل شخص في حياتها كان يحمل جزءًا من الحقيقة.


سامي اقترب منها بخطوات سريعة، وعيناه مليئتان بالقلق. "دينا، إذا أردتِ البقاء على قيد الحياة، يجب أن تذهبي إلى المكان الذي أخبرتك عنه. ليس لدينا وقت."


لكن دينا كانت مترددة. "لا أستطيع الذهاب إلى مكان لا أعرفه. ولا أستطيع أن أصدق أي شخص بعد الآن. أنت تقول لي أنني يجب أن أهرب، وآدم يقول لي أنني يجب أن أختار. ماذا أفعل؟"


آدم الذي كان يراقب الوضع عن كثب، تدخل فجأة. "دينا، أنا أقول لك الحقيقة. سامي لا يمكن أن يكون حليفًا لكِ. هو جزء من النظام الذي يراقب كل شيء. أما أنا، فأنا فقط حاولت حمايتك. إذا كنتِ تريدين النجاة، يجب أن تتخذي قرارًا الآن."


كانت دينا تشعر وكأنها محاصرة بين خيارين مستحيلين. إذا كانت تختار آدم، فماذا عن سامي؟ وإذا اختارت سامي، هل يعني ذلك أنها تخاطر بحياتها؟ كانت كل خطوة في هذا الصراع الداخلي تزداد تعقيدًا.


وفي تلك اللحظة، حدث شيء غير متوقع. من بعيد، ظهر شخص آخر. كانت هذه الشخصية مجهولة بالنسبة لها، لكن سرعان ما أدركت أنها كانت جزءًا من الكل. تلك الشخصية كانت تحمل رسالة جديدة.


"دينا، عليكِ أن تكوني حذرة. كل شيء كان مخططًا له منذ البداية. لا تعتقدي أن أي من هؤلاء الأشخاص في صفك."


كان الصوت يحمل نغمة تحذير شديدة، وعندما نظرت دينا إلى الشخص الذي ظهر فجأة، كان وجهه مغطى بقبعة، وعيناه لا تكشفان عن أي تعبير.


آدم وحّد نظرته نحو الشخص الجديد، وكان واضحًا أنه يعرفه. "من أنت؟" قالها بحدة، وكان صوته يحمل الكثير من الغضب.


الشخص المجهول لم يجب مباشرة. فقط أشار إلى دينا وقال: "الاختيار ليس كما يبدو. لا تدعي مشاعرك تُغرقك في قرارك."


سامي كان يقف في الخلف، يراقب الموقف، ولا يبدو عليه أنه مستعد للاعتراف بأي شيء.


في هذه اللحظة، بدأت دينا تشعر بشيء غريب. هل هي حقًا جزء من لعبة أكبر من أن تدركها؟ هل هناك شيء آخر، شيء لم تُخبرها به مشاعرها؟


"دينا، لا تضعي ثقتك في هذا الشخص." قال آدم، وكان وجهه يبدو أكثر جدية من أي وقت مضى. "تأكدي أن كل شيء قد تم تحضيره بعناية. هذا ليس مجرد خلاف شخصي. حياتك في خطر."


تأمل دينا في تلك اللحظة في عيني آدم، ثم في عيني سامي. كان قلبها يكاد ينفطر من الارتباك.


لكن قبل أن تتمكن من اتخاذ القرار، سمعوا صوتًا آخر، صوت انفجار آخر، أقوى من السابق. كان الانفجار يأتي من اتجاه بعيد، ولكن هذه المرة كان أقرب. كانت الأضواء التي أضاءت السماء مرة أخرى أكثر سطوعًا، وأصبح الهواء مشحونًا برائحة الخطر. يبدو أن المدينة كانت على وشك الانهيار.


"الوقت قد انتهى، دينا." همس آدم في أذنها، "اتخذي قرارك الآن. إما أن تذهبي معي، أو تذهبين مع سامي. لا مجال للتأجيل."


لكن، فجأة، بدأ الغموض يتكشف. ظهر في الأفق عدد من الأشخاص، لكنهم لم يكونوا مثل الآخرين. كانت هذه مجموعة من الجنود، يرتدون زيًا أسود، وجاءوا في سيارة ضخمة. توقفوا أمام دينا ورفاقها، ثم قال أحدهم بصوت هادئ: "نحن هنا لإنهاء ما بدأه الجميع."


الجزء الثامن


المواجهة قد بدأت، وما بين دينا وآدم وسامي، كان الخطر يزداد على كل طرف. كان عليهم أن يتخذوا خطوات سريعة قبل أن يتحطم كل شيء. والآن، مع ظهور مجموعة من الجنود، كانت الحقيقة على وشك الكشف، ولكن بأي ثمن؟


كان الجنود الذين ظهروا فجأة أمام دينا ورفاقها، يبدون غير مهتمين بالأحداث التي تجري حولهم. كانوا يتحركون بسرعة وثقة، وكأنهم يعرفون تمامًا ما الذي يفعلونه. أوقفوا سياراتهم الضخمة على بعد أمتار قليلة منهم، وخرجوا منها وهم يرتدون ملابس سوداء بالكامل، وجوههم مغطاة بخوذات.


دينا شعرت بشيء من الذعر. "من هؤلاء؟ وما الذي يريدونه منا؟" همست لنفسها، بينما كانت عيونها تتنقل بين آدم وسامي.


آدم نظر إلى الجنود، ثم نظر إلى دينا بعينين مليئتين بالتوتر. "هؤلاء ليسوا مجرد جنود عاديين. إنهم جزء من المنظمة التي تتحكم في كل شيء هنا. لا تتأخري في اتخاذ القرار، دينا. إذا لم تختاري الآن، قد لا يكون لدينا وقت لاحق."


لكن دينا كانت تشعر بأن الوقت قد فاتها. كل شيء أصبح ضبابيًا ومربكًا. كانت مشاعرها تجاه آدم وسامي تتشابك، وكلما فكرت في اختيار أحدهما، تذكرت الكلمات التي قالها الشخص المجهول عن "اللعبة الأكبر" وعن "الاختيار الذي ليس كما يبدو".


أحد الجنود، الذي بدا أنه القائد، اقترب منهم وقال بصوت هادئ ولكن قاسي: "أنتم الثلاثة في خطر الآن. نعلم أنكم على وشك اتخاذ قرار مهم، لكن الوقت قد نفد. نحن هنا لإنهاء ما بدأتموه."


نظر آدم إلى الجنود بعينين تحدّيتين. "إذا كنتم تعتقدون أنكم ستمنعونني من حماية دينا، أنتم مخطئون."


سامي لم يتكلم، لكنه كان يراقب الوضع بتركيز شديد، وكأن ذهنه يعمل بسرعة شديدة ليحل اللغز الذي بدا أنه يكتنف الجميع.


"أنتما لا تفهمان الأمر تمامًا." قال القائد ببرود، ثم أضاف: "الأمر أكبر منكم. أنتم مجرد بيادق في لعبة لا يدركها أحد غيرنا."


تراجعت دينا خطوة إلى الوراء، محاولة استيعاب ما يحدث. "لعبة؟ ما الذي تعنيونه؟" قالت، وكانت كلماتها تخرج بصوت منخفض، مليء بالقلق.


أحد الجنود أشار نحوها وقال: "أنتِ نقطة التحول. كل شيء كان يعتمد على هذا الاختيار الذي ستقومين به. قرارك سيتحكم في مصير هذه المدينة. ولكن لا تظني أن لديك الحرية الكاملة في اختيار أي من هؤلاء."


كان الصمت يخيم على المكان، ولم يعد بإمكان دينا أن تميز إذا كان الخطر قادمًا من الجنود أم من الأشخاص الذين كانوا يقفون بجانبها. كان الموقف في غاية التوتر، وكل خطوة كانت تقودهم إلى مصير مجهول.


آدم قال بصوت منخفض: "إذا كنتِ ستختارين أحدنا، عليكِ أن تختاري الآن. لأنهم لن يتركوكِ تختارين بعد ذلك."


سامي لم يبدِ أي رد فعل، لكنه كان يتنفس بعمق، وكان واضحًا أنه كان يفكر في شيء ما. ربما كان يعرف أكثر مما يقول.


ثم، دون سابق إنذار، انطلقت صافرة عالية، وأضاءت السماء ضوء ساطع للغاية. كانت لحظة مشؤومة، شعرت فيها دينا بأن كل شيء يتحطم من حولها. دخل الجنود في وضع الاستعداد، وبدأوا يقتربون منهم بسرعة.


دينا كانت تشعر بأن قلبها سيتوقف من شدة التوتر. هل سيتركها آدم بمفردها في هذا الخطر؟ أم هل ستقرر أن تثق بـ سامي الذي لا يزال يحافظ على هدوئه؟ كانت مشاعرها مضطربة، لكنها كانت تعلم أنها يجب أن تتخذ خطوة الآن.


وفي تلك اللحظة، تصاعد الصوت فجأة من مكبرات الصوت المنتشرة في المدينة، ليعلن عن بداية شيء لم يكن في الحسبان.


"الساعة صفر قد حانت. كل شيء سيتغير الآن. إما أن تختاروا البقاء على قيد الحياة أو أن تكونوا جزءًا من الماضي."


كانت دينا في لحظة فارقة. وقفت بين آدم وسامي، والجنود يقتربون منهم أكثر، والمدينة بدأت تشهد تغييرات غير متوقعة. لم يكن أمامها خيار سوى اتخاذ القرار الذي سيغير كل شيء.


الجزء التاسع


بينما كانت الساعة تقترب من النهاية، كان دينا تدرك أن الوقت لم يعد في صالحها. كان عليها أن تتخذ القرار، مهما كانت العواقب.


كان الجنود يقتربون، والهدوء الذي ساد لحظة الانفجار الأول أصبح ثقيلًا كالسحب التي تجثم على قلب دينا. كان هناك شعور عميق بالارتباك يطوقها، وكأن الحياة قد أوقفت عقارب ساعتهم جميعًا، بينما كانت هي تقف في منتصف الطريق بين خيارين مستحيلين.


آدم وقف على مسافة قريبة، عينيه مليئتان بالتحدي، لكنه كان يحاول أن يرسل إليها إشارات غير مباشرة، يُظهر مدى استعدادها للبقاء على قيد الحياة إذا اختارت أن تكون معه. سامي، على الجانب الآخر، كان صامتًا، يراقب الوضع بهدوء، لكن أعينُه كانت تُرسل رسائل غير مرئية لها، تُملي عليها أن لا تُغامر.


صمت الجنود الآن، وكان القائد يوجه كلامه مباشرة إلى دينا. "الوقت ينفد. لديكِ دقيقة واحدة فقط لاتخاذ قرارك، وإلا سيتحمل الجميع عواقب الاختيار الخاطئ."


دينا شعرت وكأن الأرض بدأت تتقلص تحت قدميها. كان عليها أن تختار الآن. كانت مشاعرها تجاه آدم تمثل جزءًا من حياتها المفقودة، تاريخ مشبع بالذكريات، بينما سامي، كان يمثل لها توازنًا غامضًا، ربما أكثر أمانًا.


"دينا، اذهبي معه!" قال آدم فجأة، بلهجة حاسمة، وكأن هذا هو القرار الذي كان ينتظره. "أنا أعرف ما الذي يجري هنا أكثر منكِ. ما يحدث هنا أكبر من أي مشاعر. أنتِ جزء من شيء عظيم وأنا لا أستطيع أن أترككِ هنا في هذه الفوضى."


لكن دينا، وفي تلك اللحظة، كانت ترى الصورة بشكل مختلف. بينما كانت آدم يحاول أن يظهر في صورة المنقذ، كان سامي قد تحرك خطوة نحوها، قائلاً بصدق: "دينا، لا تدعي نفسكِ تنخدعين. إذا كنتِ تريدين النجاة من هذا، عليكِ أن تتبعي ما قلبكِ يقوله، وليس ما يمليه عليك عقلك."


لكن قبل أن تتمكن دينا من اتخاذ قرارها، وقعت المفاجأة الكبرى.


من بين الجنود الذين كانوا يراقبونهم، ظهرت شخصية جديدة، وهي امرأة ذات وجه غامض ومُغطى بقناع معدني، تحمل في يدها جهازًا صغيرًا. كانت تطلق إشارات صامتة، وابتسمت ابتسامة غريبة، بينما توجهت مباشرة نحو دينا.


"أنتِ لم تفهمي بعد." قالت بصوت بارد. "الاختيار الذي أمامكِ ليس كما تعتقدين. لم يعد لديكِ الخيار في هذا الصراع."


نظرت دينا إليها بعينين مشدوهتين، وأعصابها تكاد تنفجر. كانت كلمات هذه المرأة تعني شيئًا أكبر، شيء أبعد من فهمها الحالي.


سامي تحرك فجأة في اتجاه المرأة، ووجهه محمَّل بالغضب، قائلاً: "من أنتِ؟ ومن الذي أرسلكِ؟"


"أنا من أولئك الذين يعانون من ما تسمونه 'النظام'." قالت المرأة، ولم ترفع يدها عن جهازها. "دينا، أنتِ لستِ الوحيدة التي وقعت في هذه الفخاخ. والآن، الخيار بين البقاء على قيد الحياة أو الموت ليس فقط في يديكِ. هناك آخرون في الداخل، يتخذون قرارات لا تعلمين عنها شيئًا."


آدم اقترب أكثر ورفع حاجبيه بدهشة. "من هؤلاء؟"


ابتسمت المرأة وقالت: "لن تصدقوا، ولكنكم بحاجة إلى تغيير وجهات نظركم. النظام قد وصل إلى مرحلة الحسم. وأنتم جزء من الفوضى."


دينا كانت في حالة صدمة، بينما كانت الجنود يراقبون الوضع بحذر. كانت تشعر أن الوقت يمر بشكل أسرع، وأن كل شيء يتجه نحو نقطة لا عودة. نظرت إلى آدم، ثم إلى سامي، وعادت لترتد بعينيها نحو المرأة الغامضة.


"إذا كان الأمر كذلك... ماذا أفعل الآن؟" قالت دينا، صوته مشوش بالكثير من الأسئلة التي لا إجابة لها.


ابتسمت المرأة ابتسامة غامضة أخرى وقالت: "هناك طريق واحد فقط. الطريق الذي تتبعين فيه الحقيقة."


وفي اللحظة التي قالت فيها هذه الكلمات، فجأة، سمعوا صوتًا عاليًا آخر يأتي من بعيد. كان الصوت عبارة عن انفجار آخر، ولكن أكبر وأقوى من أي شيء سمعوه من قبل. كانت السماء تتناثر بالأضواء القوية، وأصبح الجو مشحونًا بالكهرباء.


دينا أدركت حينها أن هذا ليس مجرد قرار عاطفي، بل هو قرار يتعلق بمصير العالم بأسره. كانت هي من ستقرر مصير المدينة. ستكون هي الشخص الذي سيتحكم في اختيار النظام أم التمرد.


"الوقت انتهى، دينا. اختاري الآن." قال آدم بلهجة جادة.


لكن هل تستطيع أن تختار؟


الجزء العاشر


كان الجو مشحونًا بالكهرباء، والسماء التي كانت تلمع بضوء البرق كانت تعكس حالة من الفوضى التي كانت تجتاح المدينة. دينا كانت تقف وسط كل هذا، رأسها يدور، وقلقها يزداد مع كل لحظة تمر. كان قرارها أشبه بالمصير الذي سيغير كل شيء حولها، وعينيها تنتقلان بسرعة بين آدم وسامي، وبين تلك المرأة الغامضة التي كانت تتحدث وكأنها تملك مفتاح الحقيقة.


"الوقت لا ينتظر، دينا." قالت المرأة برقة، لكن كلماتها كانت ثقيلة، كأنها تخترق أعماق قلب دينا. "لن يعاد أي شيء. عندما تختارين، ستبدأ النهاية."


الضغط كان لا يحتمل. دينا حاولت أن تُجمع شتات نفسها، أن تفهم ما يدور حولها، ولكن الكلمات كانت تتشابك في ذهنها، تتلاشى، ثم تعود لتطفو مرة أخرى. هل هي حقًا قادرة على اتخاذ هذا القرار؟ هل يمكنها أن تختار بين شخصين؟ بين الحب القديم والحب الجديد، وبين الأمان المزعوم في شخص سامي، والمغامرة في شخص آدم؟


"أنتِ تعرفين ما يجب أن تفعليه." قال سامي، صوته هادئ ولكن متوتر. "هذا القرار هو أكثر من مجرد حب. هو عن حياتنا جميعًا. عن المدينة، عن المستقبل."


آدم اقترب منها خطوة أخرى، وأمسك بيدها بحزم. "دينا، أنا هنا لأنني أريد أن أكون معكِ. مهما كان ما ينتظرنا، أنا سأكون هنا لدعمك. لكن لا تضيعي فرصتك. اختاري بسرعة."


دينا نظرت إليهما بتردد. كان قلبها يعصف بين مشاعرها المختلفة. آدم كان يمثل المغامرة، والحرية، والفوضى التي تندفع بدون حساب. أما سامي، فكان الأمان، الاستقرار، والشخص الذي يمنحها شعورًا بالراحة في هذا العالم الذي أصبح معقدًا جدًا.


المرأة الغامضة كانت تراقبهم، عينيها المتألقتين تخفيان الكثير من الأسرار. "أنتِ ستختارين، دينا. العالم الذي تعيشين فيه يعتمد على اختياراتك. لكن تذكري، الاختيار ليس دائمًا كما يبدو."


وفي تلك اللحظة، انفجر الصوت مرة أخرى. هذه المرة كان الصوت أقرب، وأقوى، وكأن الأرض تحت أقدامهم بدأت تهتز. التوتر كان في ذروته، والقرار أصبح أكثر إلحاحًا.


دينا لم تعد قادرة على الصمت. كان قلبها يخفق بسرعة، وعقلها يحاول أن يجد مخرجًا من هذا المأزق. فجأة، وبينما كانت تنظر إلى آدم وسامي، أدركت شيئًا غريبًا: كان اختيارهما ليس ما يهم في تلك اللحظة. كان الأمر يتعلق بشيء أكبر من العواطف والمشاعر. كان يتعلق بالحرية، وبالاختيار بين العيش في عالم مليء بالقيود أو التمرد ضد النظام الذي يفرضه عليهم الجميع.


دقت ساعة الحقيقة. دينا التفتت نحو آدم، وقالت بصوت هادئ لكنه مليء بالقرار: "أنت محق، يجب أن أختار. لكن ليس فقط لأجلك. أنا سأختار لأجل المدينة، لأجل كل شيء."


ثم نظرت إلى سامي وقالت: "أنا آسفة، ولكنني أعرف الآن ما يجب أن أفعله."


فجأة، أضاءت السماء بشكل ساطع للغاية، وكان هناك انفجار ضوء قوي، ملأ الأفق، وتردد صداه في الهواء. كانت لحظة فارقة. كأن كل شيء سيقف الآن على الحافة.


دينا شعرت بأنها أصبحت قادرة على اتخاذ القرار الذي كان يبدو مستحيلًا. لكن هل ستكون حقًا قادرة على العيش مع العواقب؟


والآن، بينما كان الجميع ينتظر ردة فعلها، أدركت أن الاختيار قد تغير تمامًا.


----- يتبع -----


حقوق الطبع والنشر محفوظه للناشر

تعليقات

إرسال تعليق

Pages

Subscrip