window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-E83B0XCGHP'); رواية شط إسكندرية | شهد فريد روايات | موقع القرائه العربي: رواية شط إسكندرية | شهد فريد

شارك

رواية شط إسكندرية | شهد فريد

شط إسكندرية

2024, شهد فريد

دراما عاطفية

مجانا

بتواجه سارة صراع كبير بين شخصين بيحبّوها: "زياد"، الشاب اللي كان دايمًا موجود عشان يحميها، و"فارس"، اللي بيحاول يحقق انتقامه ويسترجع حق أهله مهما كان الثمن. ومع تطور الأحداث، الحب بيدخل في مواجهة مباشرة مع الحقيقة، والخيانة بتيجي من أقرب الناس.

سارة

لبطلة الرئيسية في الرواية، وهي امرأة قوية وعاطفية، تواجه صراعات داخلية بين رغبتها في معرفة الحقيقة

زياد

الرجل الذي يظهر كحامي لسارة وصديق مخلص لها. زياد يمثل القوة الداخلية والنية الطيبة

فارس

شخصية معقدة يسعى لاستعادة إرث عائلته، وهو يقع في صراع بين حبه لسارة وطموحاته الشخصية
تم نسخ الرابط

شط إسكندرية - شهد فريد

في شتاء الإسكندرية، حيث تلتقي أمواج البحر بأحلام قديمة، تبدأ قصة سارة في مدينة ساحرة مليئة بالأسرار والمفاجآت


على شاطئ البحر، تجد نفسها في مواجهة مشاعرها، وفي قلبها صراع بين الماضي والمستقبل


هنا، تبدأ الرحلة التي قد تغير حياتها إلى الأبد.


المشهد الأول


كان الشتاء في الإسكندرية قارسًا، ولكن سارة كانت تبتسم كلما تساقطت قطرات المطر على وجهها


المدينة كانت تروي قصصًا قديمة بين الأزقة الضيقة والمقاهي الصغيرة التي تطل على البحر


سارة، التي جاءت من بلاد بعيدة، كانت تشعر أن هذه المدينة تحمل شيئًا خاصًا.


شيء لا يمكن تفسيره بسهولة، شيء يختلط بين البحر والمطر.


بينما كانت تمشي على الكورنيش، كان هناك شخص يقف بالقرب من البحر


عينيه مليئة بالغموض. كان زياد، الرجل الذي سيتحول إلى جزء من حياتها دون أن تدرك


لكنه كان يبدو أكثر من مجرد رجل عادي في المدينة


وفي الزحام، كان هناك شخص آخر. فارس، الذي لا يبدو عليه شيئ غير عادي، لكن سارة ستكتشف قريبًا أن لا شيء في حياته كان كما يبدو.


المطر أصبح أكثر كثافة، لكن سارة كانت تشعر أن هذا اليوم سيغير كل شيء.


شط إسكندرية - الجزء الأول:


كانت الإسكندرية تستقبل سارة كعادتها في الشتاء، برياحها الباردة وأمطارها التي تغسل الأرصفة وتضفي على المدينة سحرًا خاصًا


كانت تعرف أنها لن تجد في أي مكان آخر مثل هذا الجو، هذا المزيج بين البحر والمطر، الذي يعيد لها ذكريات بعيدة.


سارة، الفتاة التي جاءت من بعيد


كانت تبحث عن شيء لا تعلمه بعد. كل ما كانت تعرفه هو أن قلبها كان ينبض بالحياة في هذه اللحظات


رغم أن الغموض يكتنف كل شيء حولها. عيونها تجولت بين الأزقة المبللة بالماء،


ثم توقفت عند تلك المقاهي القديمة على الكورنيش، حيث كانت رائحة القهوة تفوح في الأرجاء


بينما كانت تسير على الكورنيش، لفت انتباهها شخص يقف بالقرب من البحر


كان يبدو غريبًا، لكن غموضه جذبها إليه.


كان زياد. يبدو كأنه جزء من المدينة نفسها، غامض وغير واضح المعالم. لا تعرف لماذا، لكنها شعرت أن كل شيء في هذا المكان سيبدأ معها من هنا.


بينما كانت تحاول الابتعاد عنه، سمعت صوتًا خلفها. التفتت لتجد فارس، الذي كان يعرفها منذ فترة قصيرة.


فارس، الذي كان يظهر دائمًا في اللحظات المناسبة، لكنه لم يكن يبدو أبدًا كما هو عليه الآن. كانت هناك نظرة غريبة في عينيه، كأن شيئًا ما يخبئه.


المطر يتساقط بغزارة، وأصوات الأمواج تضيف إلى الأجواء رنينًا غامضًا.


كانت سارة بين خيارين، لكن قلبها كان يطمح لمعرفة المزيد عن زياد. لكن فارس، بكل ما يحمله من ملامح مألوفة، كان دائمًا في الصورة.


كانت سارة بين خيارين، لكن قلبها كان يطمح لمعرفة المزيد عن زياد. لكن فارس، بكل ما يحمله من ملامح مألوفة، كان دائمًا في الصورة.


في اليوم التالي، استيقظت سارة على صوت المطر المتساقط على نوافذ غرفتها في الفندق. كانت الإسكندرية تبدو أكثر غموضًا في الصباح، المدينة تتنفس ببطء


وكأنها لا تزال في حالة سبات بعد ليل طويل. ارتدت معطفها الثقيل وقررت أن تخرج، لا شيء سوى البحر والمطر كانا يجذبانها.


بينما كانت تتنقل بين الشوارع المبللة، شعرت بشيء غريب. كانت الأعين تراقبها، لكن عندما نظرت حولها،


لم تجد أحدًا. كانت تشعر أن هناك من يتبعها، وأن شخصًا ما يراقب خطواتها عن كثب. تساءلت إن كان هذا الشعور مجرد هواجس، لكنها لا تستطيع تجاهله.


ثم، وبينما كانت تمر بجانب إحدى المقاهي، اصطدمت بشخص. رفعت رأسها لترى وجهه، وكان هو ذاته الذي رآته بالأمس


زياد. كان يقف هناك، عينيه مركّزتين عليها، لكنه لم يتحدث. فقط ابتسم ابتسامة غامضة، وكأنما كان يعرف سرًا لا تعرفه هي.


"لم أتوقع أن أراك هنا مرة أخرى"، قال زياد بصوت منخفض، وكأنما يقول شيئًا أكبر من مجرد كلمات.


أحست سارة بشيء غريب في قلبها، شيئًا جعلها تشعر بأنها ليست وحيدة هنا. لم يكن هذا مجرد لقاء عابر، كان هناك شيء غير مرئي يربطهما. لكن ما كان هذا الشيء؟


قبل أن تتمكن من الرد، ظهر فارس فجأة. كان يبتسم كعادته، لكن ابتسامته هذه المرة بدت مختلفة. كان هناك شيء في عينيه، شيئًا يحاول إخفاءه، وربما كان هو أيضًا يشعر بذلك.


"أنتِ هنا، سارة؟" قال فارس بلهجة غير معتادة. "كنت أنتظرك."


تردد في عقل سارة سؤال واحد: هل هذا مجرد صدفة؟ أم أن هناك شيء أكبر وراء هذه اللقاءات الغريبة؟


بينما كان فارس يتحدث، كانت عيون سارة تراقب زياد، الذي بدا وكأنه يعرف أكثر مما يظهر. كان صامتًا، لكن هدوءه كان يحمل العديد من الإجابات المفقودة.


"أعتقد أننا نحتاج إلى الحديث، سارة"، قال زياد أخيرًا. "هناك الكثير مما يجب أن تعرفيه."


لكن قبل أن تستجيب، رن هاتفها المحمول. كانت رسالة من والدتها، تطلب منها العودة قريبًا بسبب ظروف عائلية. هذا الأمر جعلها تفكر في حياتها القادمة، وهل كان هذا هو الوقت المناسب لخوض مغامرة جديدة أم لا؟


بينما كانت تضع الهاتف في حقيبتها، شعر فارس بشيء من التوتر. "لن تبتعدي عني، صحيح؟" قال وكأنما يخشى أن تبتعد عنه للأبد.


لكن سارة كانت تعرف أن هناك شيئًا آخر يدور في ذهنها. زياد وفارس... وكل واحد منهما كان يحمل مفتاحًا لسرٍ لم تكتشفه بعد.


مرت الأيام وسارة أصبحت أكثر ارتباطًا بالإسكندرية. المدينة التي كانت غريبة بالنسبة لها في البداية، بدأت تشعر وكأنها أصبحت جزءًا منها. البحر والمطر لم يعودا فقط عناصر طبيعية، بل أصبحوا جزءًا من مشاعرها، من مغامرتها التي بدأت تتشكل في قلبها. ولكن زياد، ذلك الرجل الغامض، كان يشغل كل تفكيرها.


في اليوم التالي، قررت سارة أن تلتقي به. كان لديها إحساس قوي بأنها لا تستطيع أن تبتعد عنه، رغم الغموض الذي يحيط به. التقت به عند شاطئ البحر، حيث كانت الأمواج تتلاطم بصوت عالٍ. زياد كان جالسًا هناك، يراقب البحر وكأن حياته كلها موجودة في هذا المنظر.


"أنتِ لا تفهمين، أليس كذلك؟" قال زياد بصوت هادئ، لكن في عينيه كانت هناك الكثير من الأشياء غير المُعلنة. "الإسكندرية ليست مجرد مدينة، إنها مكان للقصص التي لا تُحكى، للأسرار التي لا تُكشف."


سارة كانت ترغب في سؤاله عن هذه الأسرار، لكن قبل أن تتمكن من التحدث، شعروا بحركة في الظل خلفهم. كان فارس. دائمًا هناك، في اللحظات التي تكون فيها هي في حاجة للاختيار. كانت نظراته الآن مليئة بالتوتر.


"سارة، هل تقصدين الجلوس هنا طوال اليوم؟" قال فارس بلهجة أكثر حدة، وكأنما يحاول تحذيرها.


لكن سارة كانت تشعر بشيء آخر.


كانت تشعر بأن فارس لا يقول كل شيء، وأنه يخبئ الكثير عن ماضيه


لكنه لا يزال يحاول أن يُظهر لها أنه الشخص الذي يجب أن تبقى بجانبه. ومع ذلك، كان قلبها لا يزال متعلقًا بالسر الذي يحمله زياد، والفضول الذي بدأ يسيطر عليها.


"فارس، أنا فقط أحتاج لبعض الوقت للتفكير"، قالت سارة، محاولًة أن تبتعد عن هذا المأزق.


لكن فارس، الذي اعتاد أن يكون مصدر الأمان بالنسبة لها، كان ينظر إليها بنظرة حادة. "فكري جيدًا، سارة. هذا المكان ليس كما تظنين."


كانت كلمات فارس تتردد في أذنها، لكن نظرتها بقيت ثابتة على زياد. هذا الشخص الغامض الذي كان يحمل في عينيه أكثر من مجرد كلمات. كان يحمل شيئًا يجذبها إليه، شيئًا لا تستطيع تفسيره.


في اليوم الذي تلاه، بدأت سارة تشعر بشيء غريب. كان زياد يختفي أحيانًا فجأة، كما لو كان يهرب منها، وعندما تعود للبحث عنه، لا تجد له أثرًا. ولكن في نفس الوقت، كانت هذه الأوقات تزيد من رغبتها في معرفته.


كان هناك شيء غير طبيعي في كل ما كان يحدث. وكلما اقتربت سارة من حل اللغز، كلما شعرت أن هناك المزيد من الأسئلة التي تطرح نفسها.


لكن السؤال الأكبر كان: ماذا سيحدث إذا اكتشفت سارة الحقيقة وراء هذا الغموض؟ وهل ستكون مستعدة لما سيترتب على ذلك؟


شط إسكندرية - الجزء الثاني:


مرت الأيام، وكلما ازدادت سارة معرفة بالمدينة، كلما أصبحت الحياة أكثر تعقيدًا. زياد أصبح أكثر غموضًا، وغالبًا ما كانت رؤيته محفوفة بالأسئلة، ولكن أيضًا بتلك اللحظات التي كانت تجمعه بها بعيدًا عن الجميع.


وفي كل مرة كان يظهر، كان يحمل معه شعورًا غريبًا، كأنه جاء من مكان آخر، كما لو أنه لا ينتمي إلى هذا العالم. كانت سارة تشعر أن كل كلمة يقولها تحمل معنى أعمق مما تبدو عليه.


لكن فارس، كان يظل حارسًا في حياتها، دائمًا يراقبها عن كثب. بدأ يشعر بالغيرة بشكل غير طبيعي، وكأنها تبتعد عنه شيئًا فشيئًا. في كل مرة كانت تلتقي بزياد، كان قلبه يزداد ألمًا، ويشعر بأن شيئًا سيئًا على وشك الحدوث.


ذات مساء، قررت سارة الذهاب إلى مكان بعيد عن الأنظار، مكان تعتقد أنه سيمنحها الإجابات. ذهبَت إلى المكتبة القديمة التي كانت تطل على البحر، حيث علمت أن زياد يذهب إليها في بعض الأحيان. لكن عندما وصلت، فوجئت بأن المكتبة كانت مظلمة، إلا من ضوء خافت ينبعث من نافذة صغيرة.


دخلت سارة ببطء، وعينها تتفحص المكان بحذر. وبينما كانت تمشي عبر الرفوف القديمة، سمعت خطوات خلفها. التفتت بسرعة لتجد زياد واقفًا هناك، عينيه مليئة بالترقب.


"لم أكن أتوقع أن تأتي هنا"، قال زياد بصوت غريب. كان صوته يحمل نغمة من القلق، ولكن أيضًا من السرية التي تجعل سارة أكثر فضولًا.


"أريد أن أعرف أكثر عنك، زياد"، قالت سارة، وكأن كلماتها كانت تطفو في الهواء بينهما. "أنت لست مجرد شخص عادي، وأنا أريد أن أفهم ما وراء هذا الغموض."


لكن زياد لم يجب على الفور. نظر إليها لفترة طويلة، كأنما يقرأ أفكارها. ثم قال، "ما تظنينه عني ليس ما تظنينه. الحقيقة أكبر من أن تحتملها."


سارة شعرت بحيرة أكبر. هل كان يخبئ شيئًا كبيرًا؟ هل كان هذا الشخص الذي تتعلق به يحمل سرًا قد يغير كل شيء؟


فجأة، دخل فارس المكتبة، وكان وجهه مشحونًا بالغضب. "سارة، يجب أن تبتعدي عنه"، قال بحزم. "أنتِ لا تعلمين من هو، ولا ما يخبئه."


لكن سارة كانت مصممة على معرفة الحقيقة. "فارس، أنا أريد أن أكتشف بنفسي."


ولكن في تلك اللحظة، حدث شيء مفاجئ. كان الضوء الذي يملأ المكتبة بدأ يضعف بشكل غريب، وكأن هناك شيئًا يعكر صفو المكان. وظهرت أمامهم صورة قديمة على الحائط، صورة لمدينة غريبة، ومن خلفها، ظهر شخص مظلم يرتدي عباءة سوداء.


"أنتِ لا تعرفين ماذا ستكتشفين هنا، سارة"، قال زياد في همسات خافتة، وكأن الكلمات التي خرجت من فمه كانت تعني أكثر بكثير مما كانت عليه.


شط إسكندرية - الجزء الثالث:


ي الأيام التي تلت، بدأت سارة تلاحظ أن زياد أصبح أكثر ارتباطًا بالبحر


كان يقضي ساعات طويلة أمامه، وعينيه تتأمل الأفق البعيد وكأنما يبحث عن شيء مفقود


سارة بدأت تدرك أن هناك شيئًا غريبًا يربطه بهذا البحر، كما لو أنه يحمل سرًا قديمًا. كلما كانت تقترب منه،


كان يبدو أكثر انعزالًا. لم يكن يتحدث عن ماضيه أبدًا، لكن نظراته كانت تكشف عن حزن دفين.


في أحد الأيام، قررت سارة أن تسأله عن سبب ارتباطه العميق بالبحر. وجدته جالسًا على الشاطئ في وقت غروب الشمس، وكانت عيناها اكثر تركيزا على البحر كما لو كان ينتظر شيئًا.


"لماذا البحر؟" سألته سارة بصوت هادئ، محاولًة كسر حاجز الصمت الذي بينهما.


أدار زياد رأسه ببطء، وتطلع في عينيها للحظة طويلة، ثم قال: "الناس الذين يملكون شيئًا عزيزًا على قلوبهم يهربون إلى البحر. لأنه يعرف كيف يحفظ الأسرار."


سارة شعرت بشيء غريب في كلمات زياد، وكأن هناك أكثر من مجرد علاقة بينه وبين البحر. هل كان البحر هو المكان الذي يهرب إليه ليخفي ماضيه؟ أم أن هناك سببًا آخر وراء ارتباطه القوي به؟


لكن في تلك اللحظة، تدخل فارس. كان يراقب الموقف من بعيد، وعندما اقترب، كانت عيونه مليئة بالتوتر. "سارة، أريد أن أتحدث معك"، قال فارس بصوت متحشرج. كانت نظراته تتنقل بين سارة وزياد، وكان يبدو وكأنه يخفى شيئًا مهمًا.


سارة شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي. "ماذا يحدث، فارس؟" سألته.


فارس ابتسم ابتسامة قصيرة، ثم قال: "أنتِ لا تعرفين من هو زياد، أليس كذلك؟ كل شيء بينكما ليس عفويًا. هذا الشخص مرتبط بماضٍ مظلم، وأنتِ جزء من هذا الماضي."


شعرت سارة بشيء من الذعر. كانت كلمات فارس تثير الكثير من الأسئلة في رأسها. ماذا كان يقصد؟ كيف يمكن لزياد أن يكون مرتبطًا بماضيها؟ وهل كان فارس يعرف أكثر مما يظهر؟


"ماذا تعني؟" همست سارة، وقلقها يتصاعد.


فارس ألقى نظرة طويلة على زياد، ثم قال: "لن أخبرك بكل شيء الآن، ولكن يجب أن تعرفي أن هناك اتفاقًا بيني وبين أهلكِ. إنهم يعرفون كل شيء عن زياد."


صدمة هزت قلب سارة. هل كانوا يعرفون شيئًا عن ماضيه يخفونه عنها؟


في تلك اللحظة، شعر زياد وكأن شيء ثقيل قد سقط على قلبه. كانت كلمات فارس حادة كالسكاكين، وكان يحاول أن يظل هادئًا، لكنه كان يعلم أن سارة ستكتشف الحقيقة قريبًا.


شط إسكندرية - الجزء الرابع:


بعد كلمات فارس الأخيرة، شعرت سارة وكأن الأرض تهتز تحت قدميها. كيف يمكن لزياد أن يكون مرتبطًا بماضيها؟ ولماذا أهلها في قلب هذه المؤامرة؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهنها، لكنها قررت أن المواجهة هي الحل الوحيد.


في المساء، جلست مع زياد على الشاطئ. الموج كان هادئًا، لكن داخلها كان هناك عاصفة. "أريد أن أعرف الحقيقة، زياد. ما هو سرك؟ وكيف يمكن أن تكون مرتبطًا بي دون علمي؟"


"الحقيقة ليست سهلة يا سارة، لكنكِ تستحقين أن تعرفي. قبل سنوات، كنتُ أعمل في البحر. كنت بحارًا مع فريق صغير، ولكن حادثة واحدة غيرت كل شيء. كانت هناك سفينة غارقة، وعندما ذهبنا لإنقاذ من عليها، وجدت طفلة صغيرة بين الأمواج."


سارة شعرت بارتباك. "طفلة؟ وما علاقتها بي؟"


ابتسم زياد ابتسامة حزينة وقال: "الطفلة كانت أنتِ يا سارة. كنتِ على وشك الغرق، وأنا من أنقذكِ. لكن الحادثة لم تكن بسيطة. السفينة كانت مستهدفة."


صُدمت سارة أكثر. "مستهدفة؟ من؟ ولماذا؟"


زياد أضاف: "لا أعرف كل التفاصيل، لكني علمت فيما بعد أن أهلك دفعوا ثمنًا غاليًا لتغطية الحادثة وإبعادكِ عن أي خطر. لذلك، عندما رأيتكِ هنا في الإسكندرية، شعرت أن القدر يعيدنا لبعض."


لكن قبل أن تتمكن سارة من استيعاب كل هذا، ظهر فارس مجددًا. كان غاضبًا جدًا، وعيناه تملؤهما نظرات تحدٍ. "زياد، كفاك خداعًا! لا تخبرها نصف الحقيقة."


سارة التفتت لفارس، وصرخت: "ماذا يعني هذا؟ ما الذي تعرفه ولا أفعله؟"


فارس تنهد وقال: "ما لم يخبرك به زياد هو أن الحادثة لم تكن مجرد صدفة. السفينة التي كنتِ عليها كانت تحمل أسرارًا كبيرة، وكان زياد جزءًا من المؤامرة."


كانت تلك الكلمات كالصاعقة بالنسبة لسارة. نظرت إلى زياد، عيناها ممتلئتان بالأسئلة والخوف. لكن زياد لم يتحرك. كان ثابتًا، وكأنه يتوقع هذه المواجهة.


"فارس يقول نصف الحقيقة فقط"، قال زياد بصوت هادئ. "نعم، كنت هناك، لكنني لم أكن جزءًا من المؤامرة. كنت أحاول إيقافها."


سارة شعرت أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا. من تصدق؟ زياد الذي بدأ قلبها يميل إليه؟ أم فارس الذي كان دائمًا بجانبها، لكنه الآن يبدو وكأنه يخفي عنها شيئًا أيضًا؟


في تلك اللحظة، قررت سارة أنها لن تأخذ كلام أحد على محمل التصديق دون البحث بنفسها.


"أنا لن أكون دمية في هذه اللعبة. سأعرف الحقيقة، بنفسي!"


شط إسكندرية - الجزء الخامس


بدأت سارة رحلتها للبحث عن الحقيقة. كانت الليلة مليئة بالسكون، لكن داخلها كان أشبه بعاصفة. لم يعد بإمكانها الوثوق بأحد، لا زياد ولا فارس، وحتى أهلها باتت تشعر أن لديهم ما يخفونه عنها.


أول خطوة كانت البحث عن معلومات عن الحادثة القديمة. قررت العودة إلى المكتبة القديمة التي ذكرها زياد في مرة سابقة، والتي تحتوي على أرشيف قديم للأخبار البحرية. دخلت المكتبة بينما كان صوت الأمواج بالخارج يعزف لحنًا حزينًا.


تجولت بين الأرفف حتى وجدت أرشيفًا يخص عام الحادثة. قلبت الصفحات بتوتر حتى وقعت عيناها على خبر صغير في زاوية الصحيفة:


“غرق سفينة قبالة سواحل الإسكندرية – تفاصيل غامضة عن ركابها وشحنتها.”


قرأت الخبر بتفاصيله، وعلمت أن السفينة كانت تحمل حاويات مغلقة لم يتم تحديد محتواها، وأن الحادثة أثارت تساؤلات كبيرة وقتها. الأسماء لم تُذكر، لكن واحدة من الحاويات كان مكتوبًا عليها اسم عائلتها.


"ماذا كانت عائلتي تفعل على متن سفينة تحمل شحنات غامضة؟" تساءلت سارة في نفسها، وبدأت تشعر بثقل الحقيقة التي تقترب منها.


المواجهة الأولى
عادت إلى المنزل لمواجهة أهلها. جلست مع والدتها، وبدأت الحديث بهدوء، لكنها كانت حازمة. "أمي، أريدكِ أن تخبريني الحقيقة عن تلك السفينة. لا أريد أعذارًا أو أكاذيب."


تجمد وجه الأم، وكأنها لم تكن تتوقع أن تفتح سارة هذا الموضوع


حاولت التهرب، لكن تحت إصرار سارة، بدأت الكلمات تتدفق. "السفينة لم تكن مجرد رحلة عادية. كان والدكِ... يتاجر بأشياء غير قانونية،


لكنه لم يكن يعرف أن الأمور ستصل إلى هذه الدرجة. يوم الحادث، كنا نخطط للهرب من كل هذا، لكننا فقدناكِ في الفوضى."


"وماذا عن زياد؟ وكيف دخل فارس في هذا الأمر؟" سألت سارة بحدة.


"زياد؟ كان مجرد بحار وقتها. هو من أنقذكِ، لكنه لم يكن يعلم أن السفينة كانت مستهدفة. أما فارس... فهو يعرف القصة لأن والده كان شريكًا في الأعمال تلك."


التوتر يتصاعد


خرجت سارة من المنزل وهي تشعر وكأن الأرض لم تعد ثابتة تحت قدميها. توجهت إلى زياد مباشرة، وأخبرته بما عرفته. زياد لم ينكر شيئًا، لكنه أخبرها أن فارس كان دائمًا جزءًا من المؤامرة.


"فارس لم يكن فقط صديقًا لعائلتكِ. والده كان الشخص الذي خطط لكل شيء، والآن هو يحاول استخدامكِ لإبعادكِ عني. لأنه يعلم أنني قد أكون المفتاح لكشف الحقيقة."


سارة شعرت بأن العالم يزداد ظلامًا. كلما اقتربت من الحقيقة، كلما بدت الأمور أعقد. لكن كان عليها الآن أن تواجه فارس.


قابلت فارس في مكانه المفضل، بالقرب من برج الساعة القديم في قلب الإسكندرية. كان واقفًا هناك، ينتظرها كما لو أنه يعلم أنها ستأتي.


"لماذا تكذب عليّ؟" صرخت سارة وهي تواجهه بكل غضبها.


فارس ابتسم ابتسامة باردة. "لأنكِ لا تعرفين اللعبة الحقيقية، سارة. زياد ليس البطل الذي تظنينه. وكل ما فعله كان لإنقاذ نفسه فقط."


شط إسكندرية - الجزء السادس


الليل كان مظلمًا، والأمواج تضرب الشاطئ بقوة، وكأن البحر يحمل سرًا ثقيلًا لا يريد الإفصاح عنه. جلست سارة على الكورنيش تفكر في كلمات فارس الأخيرة. هل يمكن أن يكون زياد قد استغلها؟ أم أن فارس يحاول تحريف الحقيقة لصالحه؟


قررت سارة أن المواجهة لم تعد كافية. يجب أن تتحرك بنفسها وتكشف الأسرار المدفونة. خطرت لها فكرة: "إذا كانت السفينة حملت أسرارًا خطيرة، فربما هناك شيء ما لا يزال مخفيًا في البحر."


رحلة إلى البحر
تواصلت مع صياد عجوز كان يعرف زياد منذ سنوات. كان الرجل صامتًا في البداية، لكن عندما أخبرته بأنها تعرف زياد وتثق به، قال: "السفينة الغارقة موجودة على بعد عدة أميال من هنا. زياد كان يذهب إليها كل شهر وكأنه يبحث عن شيء مفقود."


هذه الكلمات جعلت سارة تتساءل: "هل زياد يخفي شيئًا عني؟"


الغوص في الماضي
قررت سارة مواجهة زياد مجددًا، لكن هذه المرة بطريقة مختلفة. ذهبت إلى مكانه المعتاد على الشاطئ ووجدته يجلس هناك، غارقًا في أفكاره.


"زياد، يجب أن نذهب إلى موقع السفينة. أريد أن أعرف الحقيقة كلها."


زياد رفع رأسه ببطء، وعيناه تحملان خليطًا من الحزن والخوف. "سارة، هناك أشياء من الأفضل أن تظل مدفونة. الماضي لن يغير شيئًا."


لكن إصرار سارة دفعه إلى الموافقة. استأجرا قاربًا صغيرًا، وتوجها إلى المكان الذي غرقت فيه السفينة. الأمواج كانت هادئة، لكن الجو كان مشحونًا بالتوتر.


اكتشاف خطير
عندما غطسوا إلى موقع السفينة، كانت بقاياها تبدو وكأنها وحش مدفون في أعماق البحر. وبينما كانوا يبحثون، عثرت سارة على صندوق معدني صغير. كان مغلقًا بإحكام، لكن زياد بدا وكأنه يعرف ما بداخله.


"هذا الصندوق... هو السبب وراء كل شيء. لكنه يحمل لعنة."


عندما خرجوا إلى السطح، فتحت سارة الصندوق. بداخله كانت هناك أوراق قديمة وصور لأشخاص مجهولين، بالإضافة إلى خريطة غريبة. زياد حاول منعها من النظر أكثر، لكن سارة أصرّت.


"زياد، ما هذا؟"


زياد تنهد وقال: "هذه الأوراق تثبت تورط عائلتك وعائلة فارس في شبكة تهريب دولية. هذه الخريطة كانت المفتاح، وأعتقد أن فارس يعرف هذا، ويحاول أن يحصل عليها بأي ثمن."


الخيانة تتكشف
في تلك اللحظة، ظهر فارس على متن قارب آخر. كان يحمل مسدسًا ووجهه مليئًا بالغضب.


"أعطيني الصندوق، سارة!" صرخ فارس.


"فارس! كنت تعرف كل هذا منذ البداية، ولم تخبرني!" صرخت سارة وهي تحمل الصندوق بقوة.


"كان كل شيء لحمايتكِ، لكنكِ لم تفهمي. زياد يخدعكِ، وأنا فقط من يستطيع إنقاذكِ من هذا الكابوس."


زياد وضع نفسه أمام سارة لحمايتها. "إذا كنت تريد الصندوق، فسوف تمر عليّ أولاً."


الصراع بين زياد وفارس يصل إلى ذروته، وسارة تجد نفسها بينهما، حائرة بين الثقة والخيانة. البحر يصبح شاهدًا على مواجهة قد تغيّر كل شيء.


شط إسكندرية - الجزء السابع


هدير الأمواج كان يتصاعد، وكأن البحر ينذر بمعركة قادمة. سارة كانت واقفة بين زياد وفارس، قلبها مليء بالخوف والشك. فارس كان مصممًا على أخذ الصندوق، وزياد على حمايته.


"سارة، اسمعيني!" قال فارس بصوت مرتفع. "كل ما أفعله هو من أجلكِ. زياد ليس كما تظنين، هو يخفي عنكِ أكثر مما تعرفين."


لكن زياد قاطع حديثه: "وهل أنت ملاك؟ أنت وأهلكم كنتم سببًا في كل شيء. لا تحاول إلقاء اللوم عليّ."


الصراع يشتعل
فجأة، اندفع فارس نحو زياد، محاولًا خطف الصندوق. تشابكا بالأيدي، وسقطا على سطح القارب. سارة كانت تصرخ، لكنها لم تستطع التدخل. في خضم المعركة، انزلق الصندوق من يديها وسقط في البحر.


"لا!" صرخت سارة وهي ترى الصندوق يغرق ببطء في الأعماق.


زياد قفز فورًا إلى الماء، محاولًا استعادة الصندوق. فارس ظل واقفًا، عيناه مليئتان بالغضب والعجز.


الغوص إلى المجهول
عندما غطس زياد إلى الأعماق، كان البحر مظلمًا وقاسيًا. لكنه تمكن من رؤية الصندوق عالقًا بين الصخور. أمسك به بقوة وبدأ في الصعود. لكن في طريقه، شعر بشيء غريب، وكأنه يواجه خطرًا أكبر من الماء نفسه.


عندما عاد إلى السطح، كان وجهه شاحبًا وعيناه تحملان نظرة غامضة. "هذا ليس مجرد صندوق، سارة. إنه مفتاح لكل شيء."


خيانة أخرى
قبل أن يتمكن زياد من العودة إلى القارب، فوجئ بفارس يمسك به من الخلف ويحاول أخذ الصندوق بالقوة. لكن سارة، بشجاعتها التي لم تظهر من قبل، دفعت فارس بعيدًا وأمسكت بالصندوق.


"إذا كان هذا الصندوق مهمًا لهذه الدرجة، فسأقرر ما سيحدث له!" قالت وهي تحدق بهما.


قرار مصيري
قررت سارة أن تأخذ الصندوق إلى السلطات، مهما كانت العواقب. لم تعد تريد أن تكون جزءًا من هذه اللعبة.


لكن زياد أمسك بيدها وقال: "إذا أخذتِه إلى السلطات، ستنكشف أسرار خطيرة عن عائلتكِ وعائلة فارس. هل أنتِ مستعدة لتحمل النتائج؟"


كانت تلك اللحظة حاسمة. سارة نظرت إلى البحر، ثم إلى زياد، وأخيرًا إلى فارس.


"سأفعل ما هو صحيح، حتى لو كان مؤلمًا."


القصة تتجه نحو مواجهة أكبر. زياد وسارة يواجهان خيارات صعبة، وفارس يخطط لخطوة أخيرة قد تقلب الموازين. الصندوق يحمل أسرارًا قد تغيّر حياتهم جميعًا، لكن هل ستنتهي القصة بالوضوح أم بمزيد من الغموض؟


شط إسكندرية - الجزء الثامن


الساعة تشير إلى منتصف الليل، والمطر يهطل بغزارة على كورنيش الإسكندرية. سارة كانت تجلس وحدها في غرفتها، تحدق بالصندوق الذي يحمل مفتاحًا لماضٍ لم تتوقعه. بداخلها صراع بين رغبتها في كشف الحقيقة وحاجتها لحماية من تحبهم.


مواجهة العائلة
قررت سارة أخيرًا مواجهة أهلها. دخلت إلى المنزل ووضعت الصندوق أمام والدتها. "لن أعيش في ظل أسراركم بعد الآن. أخبريني الحقيقة كاملة، الآن وليس لاحقًا."


تنهدت والدتها بعمق، ثم قالت: "سارة، كل شيء بدأ عندما كان والدك يعمل مع عائلة فارس


تلك السفينة كانت تحمل شحنة مهربة بأسماء مستعارة، لكنها غرقت قبل أن تصل إلى وجهتها. بعد الحادثة


خسرنا كل شيء، وحتى حياتنا أصبحت في خطر. زياد كان الوحيد الذي حاول إنقاذكِ، لكننا لم نخبركِ أبدًا لأنه كان يعني الاعتراف بماضينا.


"وفارس؟" سألت سارة.


"فارس يحاول استعادة إرث عائلته بأي ثمن. والده كان المسؤول الأول عن تلك الشحنة، وهو الآن يريد السيطرة على كل شيء."


قرار المواجهة
قررت سارة ألا تهرب. رتبت لقاءً مع زياد وفارس في مكان محايد على الشاطئ. عندما اجتمع الثلاثة، بدأت الحديث بحزم:


"لن أسمح لكم بالقتال على حسابي. زياد، إذا كنت تهتم بي فعلاً، ستساعدني في إنهاء هذه الفوضى. وفارس، إذا كنت صادقًا في حبك لي، ستتوقف عن استغلالي لتحقيق أهدافك."


لكن فارس انفجر غضبًا: "سارة، أنتِ لا تفهمين! هذا ليس عنكِ فقط، إنه عن عائلتي، عن إرثي، وعن العدالة!"


زياد رد ببرود: "العدالة لا تأتي من الخيانة، فارس. كل ما تفعله سيزيد الأمور سوءًا."


المواجهة الأخيرة
فجأة، ظهر رجال مجهولون على الشاطئ، يحملون أسلحة خفيفة. كانوا يتبعون أحد الشركاء القدامى لوالد فارس، وجاءوا لاستعادة الصندوق بالقوة.


زياد وسارة تبادلا نظرات سريعة، ثم قرر زياد أن يواجههم لحمايتها. بينما كان فارس يتردد بين إنقاذ نفسه أو البقاء لحماية سارة.


في خضم الفوضى، تمكنت سارة من تسليم الصندوق إلى السلطات، بعدما تواصلت معهم سرًا. وصول الشرطة قلب الموازين وأدى إلى اعتقال المجموعة التي كانت تطاردهم.


ختام الأحداث
بعد أيام من التحقيقات، كشفت الشرطة عن شبكة تهريب قديمة كانت تعمل تحت غطاء السفينة الغارقة. عائلة سارة تم إعفاؤها من التهم لعدم وجود أدلة مباشرة ضدهم، لكنهم تعلموا درسًا قاسيًا عن الأسرار.


زياد قرر أن يبتعد عن البحر لفترة، ليبدأ حياة جديدة بعيدًا عن الذكريات المؤلمة. أما فارس، فاختفى عن الأنظار بعدما خسر كل شيء، تاركًا رسالة قصيرة لسارة:


"أحببتكِ بصدق، لكن حبكِ كان يعني خسارة كل شيء آخر."


سارة جلست على شط الإسكندرية، تنظر إلى الأفق المليء بألوان الشفق. ربما كانت الرحلة مليئة بالألم، لكنها تعلمت أن القوة الحقيقية تأتي من مواجهة الماضي بشجاعة.


"شط إسكندرية"... حيث الحب والأسرار تختلط مع الأمواج، وحيث تبدأ الحكايات وتنتهي."


حقوق الطبع والنشر محفوظه للناشر

تعليقات

إرسال تعليق

Pages

Subscrip