روايه الفاصل الزمني
العودة إلى العصور الوسطى
كان الشاب "علي" يعيش في مدينة حديثة تتلألأ بأضواء التكنولوجيا الحديثة، حيث كانت الأبنية الشاهقة تحجب السماء، والناس يسرعون في حياتهم اليومية وكأنهم آلات.
ولكن علي كان مختلفًا. كان قلبه ينبض بحب التاريخ، وكان عقله مشغولًا بأسئلة عن عالم آخر
عالم العصور الوسطى الذي كان يراه في أحلامه وكأنه جزء منه. كان يحب أن يتخيل كيف كانت الحياة حينها، كيف كانت الحكايات تتنقل من جيل إلى جيل، وكيف كانت الأساطير تعيش في قلوب الناس.
في إحدى الأمسيات الهادئة، قرر علي زيارة سوق قديم معروف بتاريخه العريق. كانت الأزقة ضيقة ومظلمة قليلاً، والمحال التجارية تتزين بأشياء عتيقة تحمل عبق الماضي
كان يتنقل بين الأكشاك باحثًا عن شيء يجذبه، حتى لمح كشكًا صغيرًا مغطى بالغبار، يحيط به سحر غامض. اقترب منه، ووجد بائعًا مسنًا ذو لحية بيضاء كثيفة، يبتسم برفق وكأن لديه أسرارًا لا يعرفها أحد.
بينما كان علي يتفحص الأكشاك، لفت نظره كتاب قديم. كان غلافه مزخرفًا برموز غريبة، وكأنها تحكي قصصًا من زمن بعيد. افتتح الكتاب بحذر
وعندما فعل، انبعث منه ضوء ساطع وسحبه في دوامة من الألوان الزاهية. لم يشعر بمرور الوقت، وفجأة وجد نفسه في مكان مختلف تمامًا.
استفاق علي ليجد نفسه في غابة كثيفة. كان الهواء نقيًا ورائحة الأشجار تنعش حواسه تحت شجره ضخمه
بدا أن الوقت توقف، وسمع أصوات طيور لم يرها من قبل. كانت الطيور تتغنى بألحان عذبة، وكأنها تعزف سيمفونية الطبيعة. كانت الألوان حوله أكثر وضوحًا من أي شيء رآه في حياته.
شعر علي بشعور غريب؛ كان وكأنه في حلم، ولكنه كان حلمًا واقعيًا.
بدأ يستكشف الغابة. كانت الأشجار شاهقة، وتبدو وكأنها تحكي قصصًا عن فرسان وملكيات غابرة. كلما اقترب من أحد الأشجار،
كان يسمع همسات، وكأن الأشجار تتحدث عن أحداث قديمة. تاه في التفكير حتى سمع صوتًا قويًا قادمًا من بعيد، صوت حوافر خيول تقترب.
توجه نحو الصوت
وعندما وصل، وجد مجموعة من الفرسان يرتدون دروعًا لامعة، وعلى رؤوسهم خوذات مزخرفة. كانوا يجتمعون حول نار مشتعلة
كان أحدهم يروي قصة عن معركة عظيمة خاضوها ضد تنين يهدد المملكة. أسراهم البهاء الذي تمتعوا به
اندفع الحماس في أصواتهم. كان علي يشعر بقلبه ينبض بشغف، وكأنه عاش تلك اللحظات من قبل.
تجرأ علي وقرر الاقتراب منهم. قال لهم بصوت خافت:
مرحبًا، هل يمكنني الانضمام إليكم؟
أنا أحب قصص الفرسان والمعارك." نظر إليه أحد الفرسان بتعجب، ثم ابتسم وقال: "بالطبع، أيها الشاب. كل من يحب القصص مرحب به."
جلس علي حول النار، وأخذ يستمع بتلهف إلى القصص. كانت القصص تعيد له الحياة، كأنها كانت تجري أمام عينيه.
كل فارس كان لديه قصة فريدة؛ قصة شجاعة، وفخر، وتضحية. شعر كأنه جزء من عائلتهم، وأراد أن يكون فارسًا مثلهم.
مرت الأيام، وعلي انغمس في حياة العصور الوسطى. تعلم فنون القتال، وركوب الخيل، وأصبح يتحدث بطلاقة مع الفرسان. ولكن كان هناك شيء مفقود في قلبه
شعور بالحزن لفراق عائلته وأصدقائه في مدينته الحديثة. كان يشتاق إليهم، لكن فكرة العودة كانت مؤلمة للغاية.
في إحدى الليالي، بينما كان يجلس مع الفرسان تحت النجوم، قرر أن يروي لهم عن مدينته.
وصف لهم التكنولوجيا، وكيف أن الناس مشغولون بالحياة اليومية، ولا يهتمون بالحكايات. كانوا يستمعون بإعجاب ودهشة
قال أحد الفرسان: "ربما يجب عليك أن تعود، وأن تحمل قصصنا إلى عالمك. نحن نحتاج إلى من يروي حكاياتنا."
فكرت كلمات الفارس في ذهن علي. كان يعلم أنه يجب أن يعود، لكنه كان خائفًا من فقدان كل شيء بناه هنا
بدأ يشعر كأنه ينتمي إلى كلا العالمين، ولكن الخيار كان صعبًا
هل يجب عليه البقاء في هذا العالم المليء بالمغامرات
أم العودة إلى حياته القديمة؟
في نهاية المطاف، اتخذ قرارًا. قرر أن يحمل قصصهم معه، وأن يكون جسرًا بين العالمين
استعد للعودة، ولكن قبل أن يغادر، أقام حفلة وداع مع الفرسان. كانت ليلة مليئة بالضحك، والقصص، والأغاني. عندما جاء الفجر، تودع علي أصدقائه الجدد، وشعر بقلبه يملؤه الحزن والامتنان
- عاد إلى الغابة حيث وجد الكتاب، وفتح صفحاته-
انبعث منه الضوء مرة أخرى، وسحبته دوامة الألوان
استفاق ليجد نفسه مرة أخرى في السوق القديم، والكتاب لا يزال في يده. شعر بشعور من الفخر والحنين، وعرف أنه يحمل القصص التي سيتشاركها مع العالم الحديث.
عاد إلى منزله، وأصبح كاتبًا، يروي قصص الفرسان، والمعارك، والأساطير. استمر في نشر حكايات العصور الوسطى، وأصبح جسرًا بين الماضي والحاضر
--------- يتبع فى جزء أخر ---------
خيال حرفيا❤️
ردحذفحصل
ردحذفياريت تبقى أطول
ردحذف