رواية أعماق الكتابة - فتح عقول القراء لفهم أعمق للذات
قد يعجبك
أعماق الكتابة - أدهم عراقي
أنا أدهم عراقي
شاب كاتب، بحب الحكمة، وعندي موهبة في لعب الكلمات، شاعر، كاتب مقالات، وطالب في مدرسة الحياة وكمان مدمن قراءة كتب.
ككاتب، بعشق فن الأدب. الكلمات بتعكس أفكار الكاتب، شغفه، شخصيته، وكيانه. هي رسالة متغلفة في جمل، ولهجات مرسومة في فقرات، ومرآة للأفكار ودروس للروح.
زي ما قال ويليام ميكبيس ثاكري: "جوا الإنسان آلاف الأفكار اللي هو مش عارفها لحد ما يمسك قلم ويبدأ يكتب."
الجملة دي بتمثل القيمة الملهمة للأدب. أنا مؤمن إن الأدب عنده قوة رهيبة: مش بس بيسلي، لكن كمان بيخلي اللي بيقرأه يحاول يفهم العالم بشكل أعمق.
من خلال القراءة بنفتح باب للتعلم، وعمري ما هقدر أوصف قد إيه مهم إننا نقدر قيمة التعلم، والتفكير العميق، وتطوير الذات بشكل عام. وكمُدون، أتمنى أكتب وأستمتع بكل لحظة في الرحلة دي.
من خلال كتاباتي، بحاول أفتح الباب لأي حد عنده استعداد يقرأ، يتعلم، ويوسّع آفاقه العقلية عشان يعرف اللي محتاجين نفهمه عن العالم، إيه اللي بيخلينا نبدأ نفهم إحنا مين، نفهم الناس اللي حوالينا، المجتمع، والعالم كله بشكل أوسع.
فليه لأ؟ ليه ما نبقاش كلنا طلاب في مدرسة الحياة؟
طول عمري بقّدر إن الواحد يعيش حياته بمعنى، بحماس، وبفرحة. وبكتب وبقرأ عن أهمية الحياة، قد إيه مهم نعيش حياة كويسة، وإزاي الإنسان ممكن يتحكم في نفسه ويطورها.
أنا مش أول واحد، وأكيد مش هكون آخر واحد، اللي قرر يمشي في الطريق ده. في زمن مليان بالمعرفة والأفكار، اختار إنك تعرف، بغض النظر إنت مين وفين.
زي ما قال تشرشل: "عشان تتحسن لازم تتغير، وعشان توصل للكمال، لازم تغير دايمًا."
أنا بشوف إن مهمتي إني أسهل النقاشات عن الحياة والكون بشكل فكري، فلسفي، وتفكري، مع دايمًا انفتاح على فكرة إن أي رأي أو فكرة ممكن يكون ليها قيمتها.
معنى الحياة بيطلع من جُوانا، مش حاجة بتيجي من برّة، وهو أكبر بكتير في جماله وثباته من أي جنة الناس حلموا بيها أو تمنوها. - ريتشارد تايلور، "معنى الحياة"
العقل مش وعاء لازم يتعبى، لكنه نار لازم تتشعل - بلوتارخ
زي ما كل كاتب في يوم من الأيام سأل نفسه: "هل العالم محتاج كاتب جديد؟" السؤال ده، رغم بساطته الظاهرية، مليان بالتأمل والتفكير في الذات.
فيه كتير مدونين هناك. هل العالم محتاج مدونة جديدة؟
عارف إن فيه ناس كتير أحسن مني، وأقوى مني كمان. عشان كده، كواحد بيفكر كتير، بسأل نفسي من وقت للتاني:
"ليه أكمل في الكتابة؟ ليه أكتب أصلاً؟"
السؤال ده بالنسبة لي مش مجرد تساؤل، ده بيخاطب كياني كشخص شغوف بالفكر وفن الكتابة. والحق يُقال، كل كاتب عايز شغله يتقرأ، طبعًا مع بعض الاستثناءات القليلة.
لكن الفكرة من الكتابة نفسها هي إنك تجمع أفكارك، دروسك، ورؤاك، ويمكن تلهم حد بيقرأ، تحكي حكاية، توصل معلومة، وتتأكد إن المعلومات دي تقدر توصل لغيرك،
يمكن في يوم من الأيام حد يطور عليها. سواء كنت بتكتب عن هوايات بسيطة أو عن قضايا كبيرة تخص الحياة، الحقيقة بتفضل سابتة، إن إحنا - أو أي حد بيسمي نفسه كاتب - بنحب الكتابة.
أما عن سؤالي "ليه بكتب في المدونة دي" وكمان عن كتير من الأسئلة اللي في حياتي، بتفتكرني بقصة أو أسطورة سيزيف اليونانية
في الأسطورة دي، سيزيف خان الآلهة وكشف أسرار إلهية للبشر، وعلشان كده الآلهة حكمت عليه بعقاب أبدي:
إنه يدفع صخرة ضخمة لحد قمة الجبل، وبمجرد ما يوصل، الصخرة تقع تاني لأسفل، ويبدأ يدفعها من جديد، وهكذا في دايرة مفرغة إلى الأبد. مفيش حتى موت ينهي الدورة العبثية دي ويخلصه منها
الأسطورة دي بتلخص فكرة السعي والتكرار، حتى لو النتيجة غير واضحة أو غير مضمونة، وده بيحسسني أحيانًا إن الكتابة هي رحلة مستمرة، من غير نهاية واضحة، لكن ده مش معناه إن مفيش قيمة في الرحلة دي.
في المشهد ده، عندنا صورة للتعب اللي مالوش معنى، للعمل اللي مفيش منه فايدة، لحياة مالهاش هدف حقيقي ومش هتتغير أبدًا. في جوهر الأمر،
مش بس كتاباتي، لكن أي حاجة في حياتنا، خططنا، مهننا، هواياتنا، وحتى البشرية نفسها، لو بصينا عليها من منظور أوسع، ممكن نشوفها زي عقاب سيزيف.
التعب المتكرر هو حياته وواقعه، وبيفضل يستمر للأبد
من غير أي معنى حقيقي. اللي بيعمله مفيش منه فايدة، غير إنه بيعمل نفس الشيء تاني وتالت.
بالنسبة لي، ده بيلخص جوهر أي حاجة بيعملها الإنسان. بعد 40 أو 50 سنة، يمكن محدش يفتكرنا، جوهر وجودنا وفهمنا مش هيكون ليه وجود
هنكون مجرد هامش صغير في صفحات الحياة والتاريخ (وطبعًا مش قصدي إن الكلام ده يقتل الأمل).
العبثية هي في الأساس لا معنى ولا هدف، وبالتالي وجود المعنى هو العكس تمامًا. النشاط
حتى لو كان طويل ومتكرر، بيكون ليه قيمة لو كان له نهاية واضحة تستحق، هدف ممكن يتعتبر إنه كان الاتجاه والغرض من النشاط ده.
روث ناندا آنشاند بتقول: "المعاناة والأمل في هذا القرن مصدرهم الدراما الداخلية اللي الروح بتتعرض ليها نتيجة الانقسام داخلها، وفي القوى الغير مرئية اللي بتولد في قلب وعقل الإنسان.
المعاناة دي والأمل كمان بيجوا من مشاكل مادية، اقتصادية، سياسية، وتكنولوجية. التاريخ نفسه مش مجرد تطور ميكانيكي للأحداث، واللي فيه الإنسان بيلاقي نفسه غريب في أرض غريبة."
ومن غير شك، مفيش إنسان واحد يقدر يغير العالم، وأفكار المجتمعات المثالية ممكن تكون مجرد أحلام لأشخاص بيشوفوا السماء زرقاء، لكن بنفس القدر، لو قعدنا وماحاربناش الظلام بالنور، وفضلنا ساكتين، إحنا كده محكوم علينا بالفشل.
العالم في ظل كثرة العقول والإرادات والأجندات ممكن يبقى مكان مريض وقاسي. الإنسان هو اللي سبب مشاكله، والإنسان هو اللي لازم يصلحها بطريقة ما.
كتباتي مش مجرد وسيلة لأعبر عن أفكار قديمة أو جديدة، لكن كمان طريقة للحفاظ على الشعلة دي حية. كلنا محتاجين عالم يتطور ويتغير عشان يزدهر وتتحسن حياة البشر وحياة كل حاجة حوالينا.
إحنا محتاجين، زي ما كلنا قادرين، أعتقد إننا لازم نحتفظ بحكمة البشر الأفضل بعناية وذكاء عشان نضيف لتطوير عالم منظم، نشط وأكثر عدلاً.
لازم نقلل من الجشع، الكراهية، الحرب، العقول السطحية، الارتباك والغباء في زمننا. مش بطريقة دراماتيكية كبيرة، لكن من خلال أفعالنا الصغيرة اللي هتكون ليها معنى، حتى لو مش أبدية
إحنا محتاجين الناس يفهموا إن القوة في إيديهم. يمكن يحتاجوا يبصوا بعمق أكتر، لكن القوة دي موجودة. مع التحكم الفعّال في النفس وبطريقة عملية، نقدر كلنا نعمل حاجات عظيمة.
مش علشان نأمل في مجتمع مثالي، لكن علشان نبني مجتمع بيظهر أكتر حكمة وأفضل، بيحب أكتر، عالم فيه ألم أقل، وعالم بيشوف إن مفيش فصل بيننا، الأرض دي بيتنا وإحنا كلنا واحد.
شيرلينا ووركس بتقول: "اكتب دائمًا بشغف. اعتبر الكتابة وسيلة لإحياء كل آمالك وأحلامك وأفكارك."
وكمان سقراط قال: "مش قادر أعلّم أي حد حاجة، كل اللي أقدر أعمله هو إني أخليه يفكر."
ده بالضبط اللي ناوي أعمله بتواضع. مش عارف كل حاجة، يمكن ما أفهمش كل حاجة إنت بتمر بيها، لكني إنسان، وده بالتأكيد ليه قيمة.
أنا فعلاً بحب الكتابة والتفكير والتعلم، وعشان كده في الحياة دي، عايز أستفيد منها لأقصى درجة، مش بس أهتم بنفسي لكن كمان بالبشرية
مش بالكلام بس لكن بالفعل. عايز أكتب وألهم إرادة، مهما كانت التحديات اللي الحياة بتواجهك بيها، دي حياتك، فامتلكها. سواء لقيت الموقع ده بالصدفة أو مش، إنت مرحب بيك إنك تتفاعل معايا ومع كل عمليات التفكير اللي بكتب عنها.
اللي مبيفهمش حاجة، مبيحبش حاجة. اللي مبيقدرش يعمل حاجة، مبيفهمش حاجة. اللي مبيفهمش حاجة، ملوش قيمة.
لكن اللي بيفهم، كمان بيحب، بيلاحظ، وبيشوف... كل ما كان فيه معرفة أكتر في حاجة، كل ما كان الحب أكبر... واللي فاكر إن كل الفواكه بتستوي في نفس الوقت زي الفراولة، هو مش فاهم حاجة عن العنب.
في نهاية المطاف، كلنا بنمشي في الطريق ده، الطريق اللي مليان تساؤلات، تجارب، وأحيانًا آلام، لكن كمان مليان لحظات من الفهم الحقيقي والحب.
لحياة مش دايمًا سهلة، ومش كل حاجة هتكون واضحة، بس في كل يوم في فرصة جديدة للتعلم والنمو. زي ما بنواجه تحديات، بنكتسب خبرات، وكل خطوة بنخطوها بتقربنا أكتر لفهم الحقيقة عن نفسنا وعن العالم اللي حوالينا.
لما تكتب، لما تفكر، ولما تتعلم، مش بس بتدور على إجابات، لكن كمان بتكتشف أسئلة جديدة، أسئلة اللي بتحفزك على السعي دايمًا للأفضل
عشان كده، ما تخليش الحياة تمر عليك مرور الكرام، عيشها بكل تفاصيلها، بكل أفراحها وأحزانها. وحاول دايمًا أن يكون ليك دور، حتى لو صغير، في تغيير العالم من خلال أفعالك وكلماتك.
وفي النهاية، مش المهم إذا كنت هتترك أثر دائم أو لا،
المهم إنك عشت بصدق، وإنك حاولت، وإنك علمت غيرك إنه من خلال المعرفة والحب، كل شيء ممكن يتغير. وما دام في روح جواك وعقل مستنير، يبقى في أمل، وفي هدف، وفي معنى.
NJAM
ردحذفالمشكله بتبقى في الملل
ردحذف