window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-E83B0XCGHP'); رواية أرض البقاء | الصراع من أجل الحياة روايات | موقع القرائه العربي: رواية أرض البقاء | الصراع من أجل الحياة

شارك

رواية أرض البقاء | الصراع من أجل الحياة

تم نسخ الرابط

قد يعجبك

أرض البقاء - عمرو محب

"عارف،" قالت ندى بتأمل وهي بتبص على الأشجار واحنا سايقين على الطريق السريع، "أنا شايفة إن الموضوع دا كان مجرد حجة عشان يطلعني من القلعة كام يوم."


ممكن تكون احتمال


بصراحة، أخد ندى في مطاردة العواجر كانت غالبًا طريقة نينا إنها تتأكد إن ندى مش هيبقى لوحده من غير رقابة في القلعة.


"احنا بقالنا يومين سايقين. قد إيه فاضل عشان نوصل للمكان اللي قابلوا فيه العواجر؟" سألت ندى بصوت مليان ملل.


"هم سواقوا يومين وكمان طول الليل عشان يوصلوا لـ 'آيرونويند' في الوقت المناسب،" قالت نينا وهي بتبص من الشباك المفتوح في ضهر العربية، "يعني غالبًا هنوصل للمكان بكرة بعد الظهر."


"على الأقل عربيتنا لسه ما عطلتش لحد دلوقتي."


"اسكتي،" قلت لها بجدية. "هتجيبي لنا النحس بالكلام ده."


هي ضحكت ومدت رجلها عشان تخبط رجلي برجليها.


"حظك مش وحش للدرجة دي. وكمان، كان ممكن يبقى أسوأ. كنت ممكن أجيب قهوة عشان تسلينا في الملل."


أنا تذمرت بصوت منخفض. "كنت شممت ريحتها من دلوقتي، وكانت هتختفي من غير أثر."


نينا لفت جسمها وهي قاعدة عشان تشوفنا أحسن، وقالت لندى: "مش ممل لينا. الفرق بين السلام والملل بيرجع لزاوية نظرة الشخص للوضع."


"عارفة،" قالت ندى بتفكير وهي بتبص على الأشجار وإحنا ماشيين على الطريق السريع، "حاسه إن الحكاية دي كانت مجرد حجة عشان يخرجوني من القلعة كام يوم."


ممكن فعلاً


بصراحة، فكرة إن ندى تكون معانا في مطاردة الـ"عواجر" كانت غالبًا خطة من نينا عشان تتأكد إن ندى مش هتكون لوحدها في القلعة من غير حد يراقبها.


"إحنا بقالنا يومين في السواقة. قد إيه لسه فاضل عشان نوصل للمكان اللي شافوا فيه الـ"عواجر"؟" قالت ندى بنبرة زهقانة.


"هم سواقوا يومين وكمان طول الليل عشان يوصلوا لـ'آيرونويند' في الوقت المناسب،" قالت نينا وهي بتبص من الشباك المفتوح في ضهر العربية، "يعني غالبًا هنوصل هناك بكرة الضهر."


"على الأقل عربيتنا لسه ما عطلتش."


"اسكتي،" قلت لها بجدية. "هتجيبيلنا النحس بالكلام ده."


هي ضحكت ومدت رجلها عشان تخبط رجلي برجليها.


"حظك مش وحش للدرجة دي. وكمان، كان ممكن يبقى أسوأ. كنت ممكن أجيب قهوة عشان تقتل الملل."


أنا تذمرت بصوت منخفض. "كنت هشم ريحتها من دلوقتي، وكانت هتختفي في ثواني."


نينا لفت جسمها عشان تبص علينا أحسن، وقالت لندى: "اللي بيبان ممل ليكي ممكن يبقى هدوء لحد تاني. الفرق بين السلام والملل بيعتمد على إزاي الواحد بيشوف الوضع."


"مش مقتنعة بالكلام ده،" قالت نينا وهي بتهز كتافها. "زي المثل القديم اللي بيقول، 'الكوباية نصها مليان ولا نصها فاضي؟' الفكرة في إزاي تختار تشوفها."


"أيوه، عاوزة تعرفي أنا بشوف المثل ده إزاي؟" قالت ندى.


من غير ما تستنى رد، كملت: "لو الكوباية نصها مليان، وهي شفافة، إزاي تبقي متأكدة إنها مياه؟ أنا أراهن إنها بداية لحفلة شرب عشان نقتل الملل."


"مش متأكدة إن الشخص اللي كان بيتأمل في معاني الحياة كان بيفكر في حفلة،" ردت نينا.


"ممكن، لكن المستشارين بتوعي كانوا بيتكلموا عن الحياة، وكانوا واضح إنهم محتاجين يشربوا بعد الجلسات بتاعتنا. أراهن إن الكوبايات بتاعتهم ما كانتش نص فاضية من البداية."


ضحكت على رد ندى، وشوفت نينا وهي عاملة حركة عصبية.


"إيه كان اسم الطريق اللي في البيت ده تاني؟" سأل دانيال نينا. "أنا فاكراه إنه التحويلة الجاية، بس أنا مشيت في الطريق ده مرة واحدة قبل كده.


نينا فتحت الخريطة. "إحنا فين... آه، هنا. أيوه، هي التحويلة الجاية."


ده كان أحسن خبر سمعته طول اليوم. كنا وقفنا مرات قليلة، والساعة كانت عدت سبعة بكتير. المرتبة تحتيا طقطقت وأنا بغير وضعي عشان أبص قدام، رغم إن الطريق كان شبه اللي كنا بنبص عليه طول النهار.


هدينا السرعة وخرجنا من الطريق السريع، نازلين على طريق جانبي من الحصى. بعد شوية لفات، دانيال وقف قدام بيت وطفي العربية.


دانيال فتح بابه ونزل من العربية. "المكان ده بيستخدمه تجار ومسافرين كتير. السقف مائل، يعني ما نقدرش ننصب خيمة عليه، بس فيه حديد على الشبابيك وفرن خشب جوا."


بصيت للحديد بتشكك. "أنا متأكدة إنك أو أنا ممكن نعدي من الحديد ده من غير مشكلة كبيرة. يمكن يمنع 'الرانرز' والزومبي العاديين، لكن ما أعتقدش إنه هيحمي من أي حاجة أخطر."


"عشان كده إحنا الاتنين هنا،" قال دانيال وهو بيسحب شنطة كبيرة وكام حاجة من ضهر العربية.


واضح إنه عنده حق. مسكت كام شنطة ونطيت على الأرض، مستنية دانيال يخلص عشان أدخل. بعد يومين في الطريق، دلوقتي بدأت أدرك أد إيه كنا بنشوف بعض قليل في القلعة، وقد إيه ده كان بيأثر على مزاجنا.


دانيال رجع. "فيه حاجة في العربية لازم نجيبها جوا؟"


"مش أظن، إلا لو فيه حاجة في الكابينة مش واخد بالي منها."


راح يتأكد تاني، وأنا شلت الشنط ودخلت البيت وندى ماشية ورايا بشنطتها المتبهدلة. أول ما دخلت، كان واضح إن البيت شاف أيام أحسن، وعدى عليه مسافرين كتير. الدهان على الحيطان كان باهت من أثر دخان الحطب، والأرضية البلاستيك كانت مخدوشة وفيها تراب كتير لدرجة إنه مستحيل يتنضف.


حطيت الشنط على الأرض وسيبت ندى تولع النار في فرن الحطب، اللي كان واضح إنه اتثبت بعد ظهور الزومبي، زي إنه محطوط على طوب إسمنت والمدخنة طالعة من الشباك.


دانيال بص للغابة اللي حوالين البيت. "لازم أروح أتصيد قبل ما الشمس تغيب."


"أنا هفضل هنا أراقب الوضع."


دانيال هز راسه وجرى وسط الشجر. استغليت الفرصة وجمعت شوية خشب من عند أطراف الغابة، وديتهم لندى قبل ما أرجع أطلع أشوف نينا.


كانت لسه في الحديقة ورا البيت، في المكان اللي شفتها فيه آخر مرة. حد كان عنده لفتة لطيفة وزرع شوية نباتات بسيطة زي الخص والفراولة وحاجات تانية مش محتاجة رعاية كتير.


كان فيه حوالي دستة فراولة مستوية محطوطة على صخرة جنب نينا وهي بتشيل شوية حشائش من الجنينة. الطريقة اللي كانت بتشيل بيها الحشائش وتخليها باينة إنها هواية ممتعة كانت المفروض تبقى ممنوعة.


لما النسيم الخفيف اتحرك، اتلفت للرياح وأنا بزمجر، وأخدت نفس تاني أتأكد إني مش غلطان. الوضع مش مطمئن.


نينا بصتلي بنظرة مستغربة.


شورت على الباب. "ادخلي جوا، خدي ندى، واقفلي على نفسكوا في الحمام. ما تخرجوش لحد ما أنا أو دانيال نرجع."


من غير ما أستنى أشوف إذا كانت نينا نفذت كلامي ولا لأ


جريت بأقصى سرعة، متمني إني ما أكونش اتأخرت. لعنت الرياح لأنها ما تحركتش بدري وتنبهني على اللي كان مستني في الجنوب. الريحة كانت ريحة دم دانيال وثلاثة من الـ"عواجرز".


الصوت الخافت لباب البيت وهو بيتقفل طمني إن نينا خدتني بجدية ودخلت بسرعة. يا رب ده يكون كفاية إنه يخلي ريحتهم مش واضحة لدرجة إنها تجذب الـ"عواجرز" لو الرياح غيرت اتجاهها.


كنت بجري بين الأشجار، وخطواتي كانت صامتة تمامًا. بعد شوية سمعت أصوات زمجرة وهدير قدامي، فبطأت السرعة. الرياح لسه في صفي، يعني ما كانش عندهم فرصة يشموا ريحتي لحد دلوقتي.


تسحبت بهدوء لحد ما شفتهم في فسحة صغيرة بين الشجر. ثلاثة من الـ"عواجرز" الذكور بيحوموا حوالين دانيال، اللي كان بيزمجر عليهم. كان فيه شوية خيوط دم بتنزل من دراعاته من كام خدش.


الغبى لسه مش حامل معاه أي سلاح. لو طلع من الحكاية دي سليم، أعتقد إنه هيصحح الخطأ ده. الـ"عواجرز" كانوا بيحوموا حوالين دانيال، بيلعبوا معاه ويدوروا على فرصة يهاجموه، بس كانوا حذرين من قوته.


ما شلتش عيني من الأربعة وأنا بحط شنطتي على العشب وسحبت شوية حاجات من غير صوت. واحد من الـ"عواجرز" رفع السكين اللي على حزامه وهجم على دانيال، اللي رد عليه بسرعة أكبر من خصمه. بس، كانت حركة تمويه من الاتنين.


الـ"عواجرز" التانيين هجموا من اتجاهات مختلفة، وضربة دانيال مجردت على معصم واحد منهم - ما قدرش يمسكه زي ما كان بيحاول - لكن كانت قريبة كفاية عشان المهاجم ما يخرجش من غير ما يتأذى.


أظافر الـ"عواجر" التانيه جرحت دراع دانيال وسببت أربع جروح عميقة. دانيال دار حوالي نفسه وهو بيزمجر، لكن اضطر يتعامل مع الأول، اللي اختار اللحظة دي عشان يقفل عليه ويضربه بالسكين في ضهره.


كل الـ"عواجرز" التلاتة رجعوا لورا وبدؤوا يلفوا حواليه تاني، مستنيين الفرصة المناسبة عشان يتجمعوا عليه. هم شايفين إنه مش قادر يدافع عن نفسه ضد تلات مهاجمين في وقت واحد. حتى لو كنت هساعد دانيال، كان عندنا صعوبة كبيرة في الخروج من المعركة دي من غير إصابات خطيرة


عقلي كان بيجري بسرعة وبيحاول يلاقي استراتيجيات مختلفة والمشاكل اللي ممكن تحصل. الـ"عواجرز" كانوا عقلانيين، يعني مش هيبقى عندنا نفس الأفضلية اللي كان عندنا ضد الـ"فيرالز". كانوا قادرين يفكروا، يخططوا، ويغيروا تكتيكهم.


مش فاهمة ليه كانوا بيلعبوا معاه زي القط لما بيلعب مع الفأر قبل ما يقتله. لكن حدسي كان بيقول إن السبب إن دانيال كان "تيرور"، والتلاتة دول مش قادرين يقبلوا إنهم يكونوا في المركز التاني في الهيكل الهرمي.


حتى مع تلاتتهم بيشتغلوا مع بعض، قتل دانيال ماكانش مهمة سهلة. هو كان "تيرور"، وكان عنده القوة والسرعة والقدرة على التحمل اللي بتيجي مع الرتبة دي. هم على الأغلب كانوا مستنيين لحد ما الشمس تغرب.


ممكن ما يكونوش عارفين عن عدم قدرته على الرؤية في الظلام، لكن الـ"عواجرز" بيحبوا الفخاخ، ولو قدروا يسببوا له إصابات كفاية طول الليل، نزيف الدم هيبطأ دانيال.


هم بس مش عارفين إني ناوية أتدخل في خطتهم. لسه.


حدسي اتحفز لما ناديت عليه، وبدأت ردود أفعالي تتسرع وأغير وضعيتي. الشمس ما كانتش غابت لسه، فكانوا محدودين في اختياراتهم، لكن لغة جسمي كانت لغة "عواجر". مفيش حاجة من إنسانيتي ظهرت على الإطلاق.


فتحت الحزام بتاع سكينتي في حزامي لوقت ما هحتاجها، لكن ما طلعتهاش. معايا أداة تحطيم في إيدي اليمين، خرجت من وراء الأشجار، ماشيه بخطوات هادئة وصيدية على أطراف الفسحة.


واحد من الـ"عواجرز" لمح حركتي من طرف عينه واتلفت ناحيتي بزئير مستغرب. بارزت أسناني في صمت كرد فعل، لكن كملت في التقدم ببطء على حافة الفسحة.


زي ما توقعت، دلوقتي كان عندي انتباه الأربعة زومبي. عيون دانيال اتسعت لما عرفني، رغم إنه حكيم ومخليش صوت. التلاتة التانيين اتحركوا بتوتر وهم شايفين لاعب جديد ومجهول دخل الساحة.


حركاتي كانت كافية عشان يعرفوا إني مش جاية للهجوم عليهم مباشرة


لكن بدل كده كنت بلف حوالين المجموعة اللي في نص الفسحة. لكن معرفتهم باللي أنا بعمله ما كانتش كافية لمعرفة ليه بعمله. هل أنا مجرد مارّة فضولية، حد بيلاحق "التيرور" زيهم، ولا عندي هدف تاني؟ ماكانوش يعرفوا.


تابعت كل حركة منهم بعناية، وأنا دلوقتي في ربع المسافة حول الفسحة. سكوتي خلاهم متوترين، وكنت واضح إني مش مراقب عادي ماشي في طريقه. ده معناه إن عندي هدف تاني.


الـ"عواجر" اللي شعره بني زمجر وقال: "إنت عايزة إيه؟"


لما اتكلمت، صوتي الخشن كان بيعكس مدى استعداد غريزتي للقتال. "عندي دين لازم أسدده."


مع صوتي كده، كانوا هيعرفوا إني مش جايه هنا عشان أستنشق الرياح. كنت مستعدة لقتال من نوع ما.


الرجل بارز أسنانه وقال: "دي فريستنا. إنتي متأخرة على الانتقام."


ميلت برأسي كأني بفكر في كلامه وأنا بواصل تحركي على طول حافة الشجر. بما إن سكوتي كان مخليهم متوترين، أخدت وقتي في الرد عليه.


دي مش مشكلتي. ليه عايزين تقتلوه؟ موافقة إنه ممكن يكون مزعج جدًا لما غريزته تسيطر عليه، لكن ده مش مبرر لقتل حد


دلوقتي بعد ما بقوا متأكدين من الجهة اللي أنا فيها، اتنين من الرجالة زمجروا في وجهي. الأقرب ليّ منهم نزل في وضع انحناء أعمق، ماسك سكينه في إيده.


"إنتي مش لوحدك. امشي قبل ما نقتلكِ"، قال الأقرب ليّ وهو مشدّد grip على السكين.


لكن ما بارزش أسنانه في آخر كلامه عشان يدعم تهديده. ولا غير وضعه رغم جدية تهديده. في الحقيقة، ولا واحد منهم كان في وضع انحناء عميق كفاية علشان وضعهم يوضح هيمنتهم واستعدادهم للقتال.


بعد ما قعدت مع دانيال كتير، عرفت ليه لغة أجسامهم وتصرفاتهم مش مظبوطة. دول عمرهم ما عاشوا برية. صحيح، مش قريبين من إنهم يكونوا بشر زي دانيال، لكن لسه مش متصلين بغرائزهم بشكل حقيقي. لو ما كنتش قابلت كيلي وترافيس والزومبي العقلانيين التانيين، كنت هتساءل لو أنا اللي غريبة.


ضحكت ضحكة مظلمة على تهديده. "أووو... مفيش طريقة تخليكوا تلاتتكم أصلين. خليني أخمن، موجة تانية؟ اللي اتعضوا غالبًا أذكى من كده."


واحد منهم زمجر في آخر جملتي، متوتر وخايف من قد إيه قدرت أخمن المعلومة دي بسهولة. التلاتة التانيين زأروا من الإهانة لكن ما خطوش خطوة للأمام، لسه مش متأكدين من نوع التهديد اللي بقدمه.


ودانيال لسه محاط بـ"عواجرز" عدائيين، لكنه فضل في مكانه، بيتفرج بتركيز على أي فرصة ممكن أديله إياها. لو قدر يخرج من النص، ده كان هيدي المعركة لصالحنا حتى لو ما كانش معاه أي سلاح.


ال"عواجرز" كانوا مركّزين أكتر عليا من دانيال


لسه مش عارفين يتعاملوا مع الست الصغيرة اللي بتمشي حواليهم وعاملة نفسها صيّادة باستخدام شومة في إيديها بشكل خفيف. كنت قريبة من الجهة التانية من الفسحة، دلوقتي في الرياح اللي كانت تجيب ريحتي عليهم.


أول واحد منهم زمجر لما حَس بريحتي. "على فكرة، ريحتك زي البشر، يعني إنتي متحالفة معاهم. بعد ما نخلص معاه، هنيجي ليكي. ياريت تبدأي تجري قبل ما تلاقي نفسك محاصرة."


وقفت فجأة وواجهتهم، مبتسمة بابتسامة مفترسة. "ليه بقى أهرب؟"


وقوفي المفاجئ فاجأهم زي ما فاجأتهم كلمتي. ماكانش في خوف في ريحتي رغم إنهم كانوا أكتر مني بكتير. بقوا يبصوا لي بحذر أكتر دلوقتي، لأنهم ماكانوش متوقعين رد الفعل ده من عدوة أصغر.


رمقت بعيني ناحية المكان اللي دخلت منه الفسحة. كان في الرياح المعاكسة ليهم، ولو في حد تاني لسه مختبئ هناك، كانوا مش هيقدروا يشموه.


اتنين من الـ"عواجرز" فهموا ده وزمجروا دفاعيًا، وابتدوا يبصوا بيني وبين الجزء ده من الغابة. كنت لفّت حوالين الفسحة من الجهة التانية، وده خلاهم يبقوا محاصرين بيني وبين العدو المخبأ في الخيال


مع دانيال، والأشجار، وأنا، دلوقتي عندهم تلات جبهات يشوفوهم، وكل جبهة كانت في اتجاه مختلف./p>

وضْعهم اتغير وبقوا في وضع دفاعي أكتر، رغم إني كنت متأكدة إنهم مش واخدين بالهم من التغيير البسيط ده. ابتسمت ابتسامة أوسع لما شفتهم مش بيحاولوا يشيلوا أي سلاح مخبأ - بس اتنين منهم بس اللي كانوا مسلحين - و حتى هم كانوا شايلين سكين حزام بسيط.


التالت كان بيعتمد على أظافره وقوة الـ"عواجر". ده كفاية لما يكونوا بيتعاملوا مع بشر عاديين أو "رانرز"، لكن كان غلطة كبيرة في القتال ضد زومبي عاقل زيي.


الظاهر إنهم متعودين يعتمدوا على قوتهم بالأعداد لو قابلوا عدو أقوى. ده كان خطأ كبير منهم، وده هيتسبب في هزيمتهم المرة دي.


كمان كانوا عارفين إن خياراتهم محدودة. بعد ما أعلنوا عن خططهم لقتلنا، الهروب كان مخاطرة كبيرة لأن مش كلهم هيقدروا يهربوا. دانيال كان أكيد هيلحق بيهم وهيسقط واحد على الأقل علشان يمنع الموقف ده يتكرر تاني.


موقفى المتعالي كان بيأثر على غرائزهم وبيخليهم يثوروا. بين الإهانات والاحساس بالحصار، غضبهم كان بيزيد وبيغلب حذرهم. المعركة بقت محتومة أكتر وأكتر.


لو ما مشيتوش دلوقتي، هنقتلكم كمان، قال التاني بتهديد.


أه، أسلوب "فرق تسد" الكلاسيكي. كأنهم فاكرين إني غبية لدرجة إنني هصدق الحيلة دي وأخليهم يقاتلونا واحد واحد. في اللحظة دي، كنت عارفة إنهم هيرجعوا تاني لو ما قتلناهمش.


كوني "عواجر" زيهم، كنت عارفة نقاط ضعفهم تمامًا


هم غالبًا اتخانقوا مع بعض بدافع الملل، وكانوا ممكن يكونوا واعيين لضعفهم زيي


لكن هل هم عارفين نفس الحيل اللي أنا بعرفها؟ دي هي المسألة...


حقوق الطبع والنشر محفوظه للناشر

تعليقات

إرسال تعليق

Pages

Subscrip