window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-E83B0XCGHP'); بين القدر والأختيار روايه كوريه مترجمه روايات | موقع القرائه العربي: بين القدر والأختيار روايه كوريه مترجمه

شارك

بين القدر والأختيار روايه كوريه مترجمه

تم نسخ الرابط

قد يعجبك

بين القدر والأختيار | جنى محمد

"إيه؟!" كنت متعصب جدًا. أمي اتفزعت من صرختي المفاجئة.


"حبيبي! وطي صوتك! إحنا في مكان عام"


أمي همست وهي ماسكة إيدي وسحبتني لتحت في الكافيه. "الراجل ده محترم جدًا. وكمان غني. هيهتم بيك وهيعيشك حياة كويسة.


شربت شوية من الشاي بتاعها وبعدين حطته ونظفت حلقها، "الفرح هيبقى بكرة الضهر. هاجي آخدك الصبح عشان نجهز. متكونش برا البيت وإلا ربنا يستر


"ماما، مش مصدقاكي. إزاي تعملي كده؟" ضربت بإيدي على الترابيزة، "أنا قادرة أجيب زوج لوحدي. أنا لسه عندي 20 سنة. إنتي حتى مدتيش لي فرصة إني أجرب."


"السن ملوش أي لازمة. ده اتفاق تجاري. مهم جدًا لوالدك والشركة بتاعته."


تنهدت ومسكت وشي بإيديّ، وكنت تقريبًا مرعوبة من الغضب. من غير ما أقول كلمة تانية


وقفت من على الكرسي وحطيت فلوس المشاريب على الترابيزة. "أنا ماشية الأول" همست لأمي وأنا بطلع من الكافيه بسرعة وأنا بضرب برجلي في شوارع سيول المزدحمة.


الست الباردة دي! ما شفتهاش طول فترة الثانوي عشان هي قررت تبعتني لمدرسة داخلية في أمريكا. وأول حاجة تقولها لي بعد السنين دي كلها من غير ما تشوفني هي: "هنجوزك."


"آآآه!" صرخت وأنا بضرب برجلي على الأرض، "الست المجنونة دي!"


ما كنتش متوقعة إني هضرب برجلي بالقوة دي، وكنت واقفة بكعب عالي، ولما ضربت رجلي، الكعب اليمين اتكسر، ففقدت توازني ووقعت على ركبتي. حسيت بألم شديد.


"إنتي كويسة؟" رفعت راسي وشوفت راجل وشه طيب قدامي. كان لابس بدلة كاملة وأنيقة، وشعره كان متظبط بطريقة مثالية،


شكله كأنه جاي مباشرة من جلسة تصوير لمجلة موضة. وكان معاه راجل تاني لابس بنفس الأناقة. الراجل اللي كان معاه كمان كان وسيم بشكل غير طبيعي.


وشي احمر جدًا من الإحراج. "آه... آه، أنا كويسة..."


مد إيده عشان يساعدني أقف. وأنا بأخد بالي من المجموعات اللي كانت بتتجمع حوالينا. الناس واقفين على بعد، بيصوروا بالكاميرات وبيتكلموا همس. أغلبهم كان بنات شكلهم كأنهم شافوا نجم مشهور.


"شـ... شكرًا" ابتسمت له بخجل. هو هز راسه وابتسم ابتسامة ساحرة. ملامحه خلتني أحس بضعف.


"عفوًا يا سيدي"، الراجل اللي كان وراه ابتسم نفس الابتسامة الجذابة، "إحنا هنتأخر على الاجتماع."


"آه، شكرًا يا سكرتير كيم. كنت تقريبًا نسيت!" الراجل التفت لي بابتسامة لطيفة، "ممكن تدّي السيدة الجميلة دي فلوس عشان تركب تاكسي. شكلها كسرت جزمتها."


سكرتير كيم هز راسه بموافقة ونادى على تاكسي فورًا. بعدين ساعدني بحذر إني أركب التاكسي.


"لو سمحت خد الأنسة دي للمكان اللي تطلبه. تقدر تحسب التكلفة على حسابنا."


أدّى للسواق كارت صغير قبل ما يقفل الباب، وابتسم لي ابتسامة أخيرة قبل ما يمشيني في طريقي. وأنا قاعدة في التاكسي، كنت ببص من الشباك الخلفي وأنا ببتعد.


"هواسا!" ناديت عليها وأنا بدخل شقتي. هواسا كانت دايمًا في شقتي. مش عشان إحنا كنا عايشين مع بعض ولا عشان هي بتشتغل في شركة عيلتي


لكن عشان المكان ده كان المفضل ليها. قضت وقت كتير في شقتي بتساعدني لحد ما بقينا أصحاب مقربين.


"سمعت!" نادت عليّ من المطبخ، "أخوك كلمني وقال لي الخبر! مش مصدقة! والدتك فعلاً مجنونة!"


"عارفة! بس مش ده اللي كنت عاوزة أحكيلك عليه."


مسكت إيديها من على الرخامة في المطبخ وابتسمت ابتسامة عريضة. "قابلت أوسم رجالة في حياتي النهارده!


شوفي،" رفعت رجلي عشان أوريها الجزمة المكسورة وأنا بكمل كلامي، "كسرت جزمتتي ووقعت، وهو جه يساعدني! وكان معاه كمان راجل تاني وسيم جدًا! واضح إنهم بيشتغلوا في شركة كبيرة كمان! أخدت نسخة من الكارت بتاع حسابهم لما ادهوه للسواق عشان يوصلني البيت. هما اللي دفعوا."


"محظوظة!" قالت هواسا بتريقة. "ليه بتحكيلي؟"


"لازم نقابلهم تاني! هكلمهم. ممكن نعمل دابل ديت!" صرخت بحماس


"نسيتي ولا إيه؟ يا نهار!" هواسا سحبت إيديها بعيد، "إنتي المفروض تتجوزي بكرة. مش هينفع تجري ورا حد دلوقتي."


وشي وقع. الرجالة الوسيمين خلوني أنسى مشاكلي من غير ما آخد بالي.


"نسيت."


هواسا ضحكت ضحكة صغيرة على غفلتي. "تعالي، هعمل لنا آيس كريم. روحي دوري على حاجة نتفرج عليها."


هزيت راسي ودخلت الصالة. "فين الريموت؟"


كنت بالفعل بدور عليه بجنون. ضيعته كتير جدًا وكل مرة كنت بخاف أكتر إن مش هلاقيه.


هواسا دخلت الأوضة وهي شايلة طبقين كبار مليانين آيس كريم. "مش مصدقة. دورتي بين خدادين الكنبة؟" حطت الأطباق على الترابيزة وبدأت تدور بين الوسايد، وأكيد، الريموت كان هناك. "إنتي دايمًا بتسيبيه هنا. حرام على جوزك اللي جاي. هيتعب من نسيانك بعد بكرة."


أنا مسكت طبق الآيس كريم اللي فيه فانيليا وبدأت آكله بسرعة. "أظن مش هحتاج أرفع الريموت بنفسي بعد ما أتجوزه. واضح إنه غني جدًا. ممكن يكون عندنا خدم وحاجات زي كده."


هواسا بدأت تقلّب في القنوات، "مترفعش سقف توقعاتك. مفيش حد بقى عنده خدم الأيام دي. على فكرة، اسمه إيه؟"


"أعتقد اسمه جونج سوك أو حاجة كده. بيقولوا إنه مدير تنفيذي كبير." بصيت على التلفزيون وهي بتقلّب في القنوات. "استني!!" صرخت، "ارجعي! ارجعي!!"


"ليه؟"


"أنا لسه شايفة الرجالة اللي قابلتهم النهارده! ارجعي! بسرعة!"


هواسا رجعت على قناة أخبار كانت بتغطي قصة كبيرة. "هو ده! هو اللي ساعدني!" وقّفنا إحنا الاتنين وبقينا نبص في الشاشة بتركيز شديد.


"استني شويه..." هواسا كانت فاتحة بُقها قدام الشاشة.


"المدير التنفيذي لشركة جاد دراجون إنترتينمنت، لي جونج سوك، مقرر إنه يتجوز بكرة الضهر. الكل في كوريا بيوصف الخبر المفاجئ ده بأنه زواج القرن!" المذيعة كانت بتتكلم وصور الراجل اللي شفته الصبح كانت بتعدي على الشاشة، "السؤال الوحيد اللي لسه ملهوش إجابة هو مين هي العروسة المحظوظة؟"


كنا إحنا الاتنين فاتحين بقنا قدام التلفزيون، ومش قادرين ننطق بأي كلمة تعبر عن صدمتنا. أنا المفروض أكون "العروسة المحظوظة" لمدير أكبر شركة ترفيه في عالم الكيبوب كله.


جونج سوك اتألم من صوت منبه التليفون وهو بيرن


كان قضى طول الليل في مكتبه في محاولة إنه ينجز شغله عشان يكون متقدم قبل ما يسافر في شهر العسل مع زوجته اللي مش عارف عنها أي حاجة. والده فاجأه بخبر الجواز قبلها بيوم، وده خلاه في حالة مزاجية سيئة وكان عنده شغل كتير عايز يخلصه بدري.


لما أخيرًا رفع راسه من على المكتب، كان سكرتير كيم قاعد على الكرسي اللي في الناحية التانية من مكتب جونج سوك. سكرتير كيم كان مع جونج سوك 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع. كانوا أصحاب من أيام الثانوية


أيام ما كان ممكن يكلموا بعض من غير الرسميات. أيام ما كان سكرتير كيم معروف باسمه الحقيقي، كيم سو هيون، وجونج سوك كان بيتكلم مع الناس من غير ألقاب.


"صباح الخير يا أميرات." سو هيون قالها بمزاح


جونج سوك عدل جلسته وربط الكرافتة بتاعته. شعره كان لسه مش متظبط، لكنه مش فارق معاه دلوقتي. "كنت ممكن تطلب مساعدتي. ده بقى شغلي دلوقتي." سو هيون كان بيبتسم رغم نبرة صوته الجادة.


"لسه رافض تستخدم الرسميات في المكتب؟" جونج سوك وبخه وهو بيجمع الأوراق بتاعته في أكوام مرتبة.


"هكون سكرتير كيم لما حد يدخل" سو هيون رد بمزاح تاني. جونج سوك تنهد.


"أنت بجد بقيت ممل يا جونج سوك." سو هيون تنهد وبدأ يراجع جدول اليوم، "حقيقي حاسس بالشفقة على زوجتك المستقبلية. كل اللي بتعمله دلوقتي هو الشغل. مزاجك السيء بقى أسوأ."


جونج سوك مردش. بس كان بيبص بغضب على الشغل اللي لسه مخلصهوش من الليلة اللي فاتت.


"إنت مش بتيجي تتعشى معايا ولا تيجي البيت زي زمان. بقينا بنشوف بعض بصعوبة برا الشغل." سو هيون اشتكى.


"آسف إني بكسب فلوس،" جونج سوك رد بسخرية. "حاسس إني هتجوز واحدة تانية بكرة. إنت بتتصرف زي الزوجة دلوقتي."


الاتنين بصوا لبعض بعبوس للحظة، وبعدها رجعوا يشتغلوا، وبدأوا يومهم في الشغل.


"طيب، جدول النهارده... عندك مقابلة مع المتدربين عشان تعرفهم على الشركة، وبعدها مقابلة مع والدة زوجتك المستقبلية. هي اللي رتبت الجوازة. وبعدين بكرة الفرح. والدك مش هيحضر الحفلة..."


"ليه؟" جونج سوك تمتم، "هو اللي رتب كل ده."


سو هيون تجاهل السؤال وكمل، "مجرد تحذير، سمعت إن والدة زوجتك المستقبلية شخصية صعبة. هي ما شافتش بنتها من أيام ما دخلت الثانوية. باين إنها بعتها لمدرسة داخلية. بصراحة، حاسس بالشفقة على البنت أكتر دلوقتي. عاشت سنين من غير أمها. وأظن إنها كمان مش بتشوف والدها كتير. بما إنه مدير شركة تليفزيون، أكيد مشغول طول الوقت."


"أنا كمان نفس الوضع. والدي مش مهتم." جونج سوك رد بانفعال.


"بس إنت عندك عمتك اللطيفة اللي بتشوفها طول الوقت. البنت دي شكلها معندهاش حد."


"إزاي عرفت كل المعلومات دي أصلاً؟" جونج سوك سأل.


"والدك عين حد يحقق في الموضوع." سو هيون رد.


"يعني جاب متتبع؟" جونج سوك تمتم مرة تانية. وأخيرًا، وقف وخرج من المكتب وسو هيون كان وراه على طول.


"إحنا هنتقابل مع والدتها فين؟" جونج سوك سأل، وهو مش متحمس خالص للمقابلة.


"فيه كافيه شيك على بعد شارعين من هنا. هي قالت إنها قاعدة في ركن ورا عند الشباك. متأكد مش هيبقى صعب نعرفها." سو هيون رد.


في اللحظة دي، سمعوا صرخة غضب عالية من على بعد أمتار قليلة قدامهم. وقفوا يتفرجوا على بنت صغيرة، شكلها طالبة في الجامعة، وهي بتدب برجليها في الأرض بغضب. باقي المشهد كان زي ما يكون بطيء. لما جزمتها العالية اتكسرت مع الدبّة، وقعت على ركبتيها. "آييش!" صرخت بصوت عال، وعينيها كانت متورمة كأنها هتعيط.


"لازم نعمل حاجة." جونج سوك همس لسو هيون.


"إمتى بقيت لطيف كده؟" سو هيون رد بمزاح.


"فيه ناس تعرفني حوالينا. ده هيكون دعاية كويسة."


مزاج جونج سوك السيئ فجأة اتغير. حط ابتسامته الزائفة المثالية وسريعًا اتجه ناحية الفتاة المسكينة.


جونج سوك كمل تمثيله وهو بيساعد البنت تقوم وبيطلب من سو هيون إنه يطلب ويوصل لها تاكسي ويدفع ثمنه. البنت كانت مشدوهة بيهم تمامًا.


"إنت عملت فان تاني" سو هيون قالها بمزاح وهما بيبعدوا عن المكان اللي سابوا فيها البنت متجهين ناحية سواق التاكسي.


"كانت شكلها سخيفة صح؟ باين عليها بنت غنية مدللة." جونج سوك قال وهو بيلف عينيه. هو كان بيعمل كده مع كل بنت أو حد كبير يظهر عليه إنه في مشكلة. لو كان تعلم حاجة من الحاجات دي، فهي إن الحاجات دي بتجيب دعاية كويسة وبتخليه يظهر كأمثال الرجل المثالي.


ابتسامة سو هيون اختفت لثواني وبص بحدة لجونج سوك. جونج سوك كان لطيف جدًا في أيام الثانوية. يمكن علشان ما كانش عنده حد غير سو هيون


فكان مضطر يبقى لطيف مع أي حد يظهر في حياته عشان يفضلوا معاه. سو هيون كان بيكره ده في جونج سوك، لكن زي ما جونج سوك كان معتمد عليه هو كمان كان معتمد عليه. كانت علاقة معقدة.


هو بس كان بيأمل إن الزوجة المستقبلية دي تعلم جونج سوك دروس مهمة. كان خايف إن مفيش حاجة هتتغير.


بينما كان جونج سوك وسو هيون في طريقهم إلى المكتب، فكّر جونج سوك في اللقاء اللي كان مستنيّه مع والدته المستقبلية،


وكل الحاجات اللي كانت بتضغط عليه من كل اتجاه. كان مش حابب الزواج ده، لكنه مش قادر يهرب منه. وهو مش فاهم ليه، البنت اللي كانت في المقهى فكرت فيه بطريقة غريبة. على الرغم من أنه كان مجرد تصرف عابر، إلا إن ملامحها وابتسامتها كانت حقيقية، مش زي الباقي.


لما وصلوا للمكتب، كان جونج سوك في حالة مزاجية سيئة. سو هيون كان بيحاول يخفف عنه، لكن مفيش حاجة بتساعد. لكن فجأة، جت لحظة غيرت كل حاجة.


"أنت متأكد إنك عايز تكمل كده؟" سو هيون سأل وهو شايف الحالة اللي فيها جونج سوك.


"مفيش غير ده، لازم أتممها." جونج سوك رد وهو شايف الطريق قدامه مليان ضباب.


لكن قبل ما يدخل جونج سوك المكتب، جاله مكالمة. كانت من رقم غير معروف


"الو؟" قالها وهو متشكك.


"أنت لسه عايز تتزوجني؟" كانت الصوت ده، الصوت اللي مش قادر ينساه من اليوم اللي فات.


"أنتي..." جونج سوك اتوقف، قلبه بدأ يضرب بسرعة.


"أنا..." صوتها كان فيه ابتسامة واضحة، "أنا مش شايفة فيك مجرد شاب غني... بس حد حقيقي. لو عايزني أكون معاك، هكون معاك من قلبي."


جونج سوك حس بشيء غريب في قلبه، زي شعور كان ضايع منه. دي مش زي أي واحدة تانية قابلها. دي كانت هي.


"أنتي مش لوحدك في ده." قالها أخيرًا، وهو حاسس بحاجة مختلفة جوه قلبه. "أنا كمان حاسس بحاجة غريبة تجاهك."


وابتسمت هي، "يبقى احنا جاهزين نبدأ الحياة دي سوا."


في اليوم اللي بعده، كان الفرح زي ما كل الناس توقعته، لكن فيه حاجة كانت مختلفة. مش زي كل الجوازات، كان ده بداية لحاجة حقيقية بين جونج سوك والبنت اللي مش بس شافها كجزء من التوقعات الاجتماعية، لكن كإنسانة حقيقية. بعد الفرح، في أول يوم في حياتهم الزوجية، اجتمعوا في شرفة البيت اللي اتجوزوا فيه، والشمس كانت بتغيب في الأفق، وكل حاجة كانت هادية، زي بداية قصة جديدة تمامًا.


"لو تعرف، مش مهم عندي أي حاجة تانية... المهم إننا مع بعض." جونج سوك قالها وهو بيشاور على السماء اللي كانت بتتحول لألوان دافئة.


وهي ابتسمت، "أنا معاك، طول العمر."


حقوق الطبع والنشر محفوظه للناشر

تعليقات

إرسال تعليق

Pages

Subscrip