window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-E83B0XCGHP'); الملحد - التأمل في الكون روايات | موقع القرائه العربي: الملحد - التأمل في الكون

شارك

الملحد - التأمل في الكون

تم نسخ الرابط

الملحد | فلسفه الألحاد

سامي شاب في أواخر العشرينات، وُلِد ونشأ في بيئة لا تُعنى كثيرًا بالدين، فلم يتلقَّ تعاليم عميقة عن الأديان. بل كانت معتقداته وأفكاره تتشكل بشكل عشوائي من بيئته


هو شاب ذكي وفضولي بطبعه، اعتاد أن يتأمل الأسئلة الكبيرة في الحياة، يسأل نفسه عن أصل الكون وغاية وجوده، ولكنه لم يجد في الأجوبة التقليدية التي تلقاها في صغره ما يُشبع فضوله العميق


بدأ يتجه للفلسفة والعلم بحثًا عن إجابات. قرأ عن الكون، وعن الانفجار العظيم، وعن المادة المظلمة والطاقة الداكنة


ووجد أن العلم يحتوي على الكثير من النظريات الرائعة، ولكنه لم يعطه إجابة مُرضية عن معنى الحياة.


كان سامي يجلس ذات يوم وحيدًا على سطح مبنى سكني حيث كان يرى أفق المدينة الممتد ويشعر بصغر حجمه مقارنة بالكون الهائل


خطرت له فجأة فكرة بسيطة ولكنها عميقة: "ما الذي أتى بي إلى هنا؟


لم يكن يقصد "هنا" بمعنى المكان، بل كان يبحث عن إجابة أعمق عن سبب وجوده في الحياة، وعن الغاية من وجود البشر


بدأ يفكر في محاولات البشر على مر التاريخ لفهم الكون


قرأ عن الفلاسفة الإغريق وكيف سعوا لإيجاد معنى الوجود، وعن الحكماء في آسيا الذين طرحوا تساؤلاتهم عن الروح والحياة بعد الموت.


على الرغم من أنه وجد الكثير من الأفكار المثيرة للاهتمام، إلا أن أياً منها لم يُشعره بالاطمئنان. بدا كل شيء مفتوحًا على احتمالات لا نهائية، ولكن لم يقترب أيٌ منها من الحقيقة المطلقة التي يبحث عنها


في يوم من الأيام، بينما كان يجلس في مقهى يقرأ كتابًا عن الفلسفة الوجودية، اقترب منه رجل مسن، بدا وكأنه لاحظ حيرته وارتباكه


سأل الرجل سامي بهدوء: "ماذا تقرأ؟"


فأجابه سامي بأنه يبحث في أسئلة الفلسفة والكون ومعنى الحياة


ابتسم الرجل بحنان، وقال: "هذه الأسئلة هي التي تقودك إلى معرفة أعمق، ولكن ربما تكون الحقيقة أبسط مما تظن"


لم يكن سامي يفضل الخوض في نقاشات دينية، إذ اعتاد على اعتقاد أن الأديان مجرد إرث ثقافي واجتماعي، ولكن كلمات الرجل أثارت شيئًا بداخله،


فأثار فضوله وسأله عن مقصده. قال الرجل ببساطة: "الإسلام ليس فقط مجموعة من الطقوس والعادات. هناك علم وهناك عمق فيه، ولكن لا يفهمه إلا من يبحث حقًا بصدق


تردد سامي قليلاً، لكنه عاد إلى بيته وأخذ يبحث في الإنترنت عن العلم في الإسلام، وكيف تفسر تعاليمه بعض الظواهر الطبيعية والكونية.


قرأ عن إعجاز خلق الإنسان في القرآن، وعن دقة وصف أطوار الجنين في بطن أمه


كانت المعلومات تصدمه، إذ وجد أنه ليس من المنطقي أن يكون رجل عاش قبل أربعة عشر قرنًا قد عرف هذه الأمور.


وجد أن القرآن يشير إلى مراحل تشكل الجنين في بطن أمه بكلمات دقيقة، مثل "نطفة"، "علقة"، "مضغة"


وهي أوصاف تتماشى تمامًا مع الاكتشافات العلمية التي توصل إليها العلماء بعد قرون من نزول القرآن.


بدأ سامي يقرأ عن هذه المصطلحات بتفصيل، فاكتشف أن كلمة "نطفة" تشير إلى بداية التلقيح، وهي مرحلة بداية الحياة البشرية


بعد ذلك، تشير "العلقة" إلى المرحلة التي يبدو فيها الجنين معلقًا بجدار الرحم، مثل قطعة لحم صغيرة أو علقة


ثم تأتي "المضغة"، وهي المرحلة التي يشبه فيها الجنين قطعة صغيرة من اللحم


فكر سامي: كيف لرجل عاش في الصحراء قبل أربعة عشر قرنًا أن يعرف هذه التفاصيل الدقيقة التي لم يكن بالإمكان معرفتها إلا بالأدوات العلمية المتقدمة؟


لم يكتفِ سامي بذلك، بل أخذ يبحث عن المزيد من الآيات المتعلقة بالكون والطبيعة، وبدأ بالآية التي تتحدث عن توسع الكون:


"وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" (سورة الذاريات: 47)


كان سامي قد قرأ عن نظرية الانفجار العظيم، التي تقول بأن الكون بدأ كنقطة صغيرة ثم بدأ في التوسع. وجد نفسه في حيرة


كيف يمكن أن يشير القرآن إلى أن الكون في حالة توسع، وهي نظرية لم تُكتشف إلا في القرن العشرين بواسطة العلماء؟


ثم انتقل للآيات التي تتحدث عن الجبال. قرأ في سورة النبأ:


"أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا" (النبأ: 6-7)


تفاجأ سامي حين اكتشف أن العلماء وجدوا بالفعل أن للجبال جذورًا تمتد إلى عمق الأرض مثل الأوتاد، مما يثبت أنها تثبت الأرض وتساعد في استقرارها. بدا الأمر له وكأنه معجزة، فكيف لرجل بدوي عاش في بيئة بسيطة أن يعرف هذه الحقيقة العلمية؟


تعمق سامي في البحث، ووصل إلى آية أخرى تتحدث عن البحار، في سورة الفرقان:


"مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ" (الفرقان: 53)


وجد أن هذه الآية تشير إلى ظاهرة معروفة في علم المحيطات، وهي وجود حواجز بين البحار المختلفة تمنع اختلاط المياه رغم التقائها. هذه الظاهرة التي لم يكن لأحد في ذلك الوقت أن يعرف عنها شيئًا، أذهلته.


ثم قرأ عن آية تتحدث عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وعن أن خلق الكون قد تم بإحكام وتنظيم دقيق، وهو ما يتوافق مع المفهوم العلمي عن النظام الدقيق الموجود في الكون


لاحظ سامي أن هناك توافقًا مذهلاً بين النصوص القرآنية والاكتشافات العلمية الحديثة.


جلس سامي في غرفته، يحدق في شاشة حاسوبه بذهول وحيرة. كلما تعمق في البحث، كلما ازداد إحساسه بأن هناك أشياء في القرآن لا يمكن تجاهلها


شعر كأن كل ما تعلمه من قبل عن الكون ونشأته ونظامه كان يتلاقى بطريقة غريبة مع ما يقرأه في الآيات القرآنية.


وجد نفسه في حيرة شديدة؛ لم يستطع أن يتجاهل الكم الهائل من الإشارات العلمية الدقيقة التي تضمنها القرآن، ولكنه في نفس الوقت لم يكن يريد أن يسلّم بسهولة بأن هذه قد تكون حقائق ربانية.


كان سامي يتردد بين الشك والإيمان


بين التسليم والتساؤل. كان هناك جزء منه يريد تفسيرًا منطقيًا وماديًا، وجزء آخر بدأ يشعر بأن هناك قوة أكبر من إدراكه تعمل في هذا الكون. وبينما هو في حيرته، استمر بالبحث عن المزيد من الآيات التي قد تكون بها إشارات علمية أو كونية.


قرأ عن دورة المياه في الطبيعة، وعن كيف ينزل المطر ويتبخر ليعود مرة أخرى، فوجد في سورة الزمر:


أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ" (الزمر: 21).


أدرك أن هذا النظام الذي يصفه القرآن لم يكن معروفًا بدقة في الزمن الذي نزل فيه، حيث لم تكن هناك أجهزة لدراسة دورات المياه أو العمليات الجيولوجية المعقدة.


شعر وكأن القرآن يقدم وصفًا علميًا لطريقة توزيع المياه بشكل مذهل


ثم وجد إشارة أخرى في سورة النحل


وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ" (النحل: 68)


هذه الآية تتحدث عن سلوك النحل واتخاذه لبيوت في الجبال والأشجار. كان سامي يعلم من دراسته عن النحل أن هذه الكائنات تعتمد على نظام دقيق للغاية في بناء خلاياها وتوزيع عملها،


وهو ما جعله يتساءل: كيف لرجل عاش في بيئة صحراوية أن يكون على علم بهذا السلوك المعقد للنحل؟


كلما قرأ سامي أكثر، كلما شعر كأن شيئًا داخله بدأ يتحرك ويصحو. لم يكن قد وصل إلى اليقين، ولكنه كان يشعر بضغط متزايد من هذه التساؤلات


كانت الأسئلة تملأ ذهنه وتؤرقه، كيف يمكن لكل هذه المعلومات أن تتواجد في كتاب قديم؟


لماذا يشير القرآن إلى هذه الحقائق العلمية قبل أن يكتشفها العلماء بقرون؟


تعليقات

إرسال تعليق

Pages

Subscrip